الإسلام نهاية الثنائيات والعودة إلى الفرد المطلق

نبذة عن كتاب الإسلام نهاية الثنائيات والعودة إلى الفرد المطلق

هذا الكتاب يبحث فى أسس الانتماء، وربما ضرورته وهل أن رسالة الإسلام التى تسمى رحمة للعالمين هى دعوة للانتماء أم للحرية؟ وما هي هذه الحرية؟ هل يمكن لهذا الكتاب أن يقول ما لم يقله غيره، أم أنه مجرد تكرار لما قد قيل وتراكم من كلام الكثير الذى لم يستطع إلى الآن وقف القتل والتدمير والتمييز بين الناس؟ بكل تواضع أريد أن أقول إن هذا الكتاب هو محاولة لدق أجراس الوعى عند الناس من أنهم أمة واحدة والتمييز والقتل والتكفير ليس إلا وسائل وأدوات، أدوات تبعدهم عن الأمانة التى خلقوا من أجلها. هذا الكتاب يريد أن يذكر الناس من أن انتماءاتهم الوطنية والقومية والدينية هى تفريق بين خلق الله وأن دفاعهم عن هذه الانتماءات هو نقض لعهدهم مع خالقهم بما يتعلق بالأمانة.
هذا الكتاب يحاول أن يقدم رؤية للكل دون تقسيم ولا تفريق. الكتاب ينطلق من مفهوم الدين لا ليدافع عن دين معين أو حتى يدافع عن مفهوم الدين نفسه، بل ليقدم مفهوماً مقبولا لدى الناس عن ضرورة تغيير الوعى السائد عن اختلاف الناس إلى أمم وديانات وإثنيات ومجتمعات ودول إلى آخره. الدين كان وما يزال دائماً يلعب الدور الأهم أو على الأقل دوراً مهماً فى تحديد العلاقات بين الناس. والكتاب يقدم محاولة لمفهوم آخر للدين يقوم على أساس وحدة الناس أو وحدة بين البشر، وبما أن الإٍسلام هو آخر الديانات الكبرى فإنه من المهم أن ننطلق من هنا لأن هذا الدين منذ أن ظهر فإنه أصبح يشكل ديناميكية لكثير من التغييرات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية فى العالم.
هذا الكتاب ليس كتاباً للنخبة بل محاولة للدخول إلى كل بيت وإلى نفس كل إنسان خاصة الفقراء الذين يتم استخدامهم كحجة لقيام الثورات التى لا تطحن عادة سواهم، وكذلك كل أعمال الانتقام والتكفير التى لا تزيد إلا فقر الفقراء، وتهميش المهمشين، وتقسيم مناطقهم، والتمييز بينهم. القضية الرئيسية فى هذا الكتاب هى الرحمة التى ذكرتها كل الكتب الدينية والفلسفات الإنسانية، لماذا لم يتم تحويل هذه الرحمة إلى ممارسة يومية، كل الديانات والأديان والثقافات والفلسفات تدعو إلى الخير والمحبة والتضامن ورغم ذلك فإن الإنسانية في تراجع مستمر والسؤال هو.. إلى أين نتجه؟.