الإبحار بدون مرساة، المحددات الحالية للسياسة الأمريكية في الخليج العربي


نبذة عن كتاب الإبحار بدون مرساة، المحددات الحالية للسياسة الأمريكية في الخليج العربي

أصبح في حكم البديهي حين التقديم لأي تحليل عن السياسة الخارجية الأمريكية تأكيد التغيرات التي زلزلت النظام الدولي منذ عام 1989. في أغلب فترات الحرب الباردة كانت الحاجة إلى احتواء التهديد الأيديولوجي والاستراتيجي الذي شكله الاتحاد السوفيتي قد سمحت للقائمين على السياسة الخارجية الأمريكية بمعسكريها البراجماتي والمحافظ بالتوحد معاً حول قضية مشتركة. ورغم ذلك تنبغي الإشارة إلى أن بعض الأحداث المحددة مثل حرب فيتنام وسياسات الإدارة الأمريكية في عهد الرئيس الأسبق رونالد ريجان تجاه أمريكا اللاتينية كشفت عن انشقاق واضح بين من يؤمنون في واشنطن بانتهاج سياسية خارجية مبنية على تحقيق المصلحة القومية بشكل حصري، وبين من يرون أن مطالبة واشنطن بلدان العالم الثالث بإدخال الديمقراطية ينبغي أن تكون البوصلة التي تستهدي بها الإدارة الأمريكية في توجيه سياستها الخارجية.
ظلت هذه الخلافات بين الفريقين مسيطرة على السياسة الخارجية الأمريكية بعد انتهاء الحرب الباردة بعقد أو أكثر، وظلت نزعة “الدولية (Internationalism)، وهي فكرة مثالية تضع الولايات المتحدة الأمريكية على رأس نظام عالمي يروج لحقوق الإنسان ويدافع عن القيم الديمقراطية المتحررة، لعنة على الكونجرس بأغلبيته الجمهورية، حيث تعمل دعاوى تحقيق المصلحة القومية على تقويض مبدأي التعددية (Multilateratism) والتبادلية (Reciprocity) باعتبارهما أساساً للنظام الأمني الجديد.
وتمثل الإشارة إلى المصلحة القومية عبئاً لدى قطاعات كبيرة من الناخبين الأمريكيين الساعين إلى تجنب التورط في المسائل الخارجية لما لها من كلفة عالية.
وفي حين لا تستطيع الولايات المتحدة الأمريكية التنصل من وضعها باعتبارها القوة العظمة الوحيدة المتبقية، فقد ظهر التوتر الكامن في المثل العليا المحركة لسياستها الخارجية في فترة ما بعد الحرب الباردة بشكل واضح في يوغسلافيا السابقة، حيث لم تلق دعاوى إرسال المساعدات الإنسانية -بما تتطلبه من التزام عسكري جوهري بإشراف الأمم المتحدة- آذاناً صاغية في واشنطن. والحقيقة أنه قد ثبت أن الاعتماد على القوة الجوية لحلف شمال الأطلسي (الناتو) وتفوقه التقني في كوسوفا -وهو ما يسميه مايكل إجناتييف “الحرب الافتراضية”- كان إجراء غير مكتمل تم اتخاذه على مضض لوقف عمليات التطهير العرقي دون الاضطرار إلى نشر قوات برية. وكما يقول إجناتييف كان “الحفاظ على أرواح” العسكريين المحترفين ممن التحقوا بالخدمة العسكرية التطوعية (من حلف شمال الأطلسي) أولوية أكبر من إنقاذ المدنيين”.
وقد استرشدت سياسة الولايات المتحدة الأمريكية في منطقة الخليج العربي بما جاء في مثل هذه المناظرات. من السهل تحديد أهداف السياسة الخارجية الأمريكية في هذه المنطقة، ولكن الأصعب من ذلك بكثير تحديد وسيلة ناجحة تتحقق بها هذه الأهداف. فقد تغيرت الخريطة السياسية للخليج العربي لتتجاوز الإجماع الذي كانت عليه بعد حرب الخليج الثانية بشأن ضرورة احتواء كل من إيران والعراق، ورغم ذلك تظل السياسة الأمريكية مبنية في نسقها على التعامل مع حقائق الماضي، ومقيدة بأعراف داخلية تهدد بتقويض قدرة الردع ذاتها التي تأمل الولايات المتحدة الأمريكية بسطها في هذه المنطقة.
تلك هي القضايا التي تحاول هذه الورقة بحثها، وذلك بمناقشة السياسة الأمريكية تجاه كل من إيران والعراق. وتتجنب الورقة أي تحلي لنقدي مباشر لعلاقات واشنطن بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، ذلك أن التحليلات المعنية بالتكاليف السياسية والاقتصادية التي يفرضها ارتباط واشنطن الوثيق بدول الخليج العربية كثيرة ومتنوعة، وقد ورد في جزء منها بعض النقد بسبب هذا الارتباط.

Description

بيانات كتاب الإبحار بدون مرساة، المحددات الحالية للسياسة الأمريكية في الخليج العربي

العنوان

الإبحار بدون مرساة، المحددات الحالية للسياسة الأمريكية في الخليج العربي

المؤلف

كلايف جونز

الناشر

مركز الإمارات للدراسات والبحوث

تاريخ النشر

01/12/2003

اللغة

عربي

ردمك

9948005198

الحجم

21×14

عدد الصفحات

45

الطبعة

1

المجلدات

1

النوع

ورقي غلاف عادي

السلسلة

محاضرات الإمارات

المراجعات

المراجعات

لا توجد مراجعات بعد.

كن أول من يراجع “الإبحار بدون مرساة، المحددات الحالية للسياسة الأمريكية في الخليج العربي”

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *