أسواق الطاقة الآسيوية الديناميات والاتجاهات

نبذة عن كتاب أسواق الطاقة الآسيوية الديناميات والاتجاهات

ظلت المنطقة الآسيوية تزداد أهمية في سيناريو الطاقة العالمية، وذلك بشكل رئيسي نتيجة للمستويات العالية من استهلاك الطاقة. وبحلول عام 2020 من المنتظر أن يفوق استهلاك الطاقة الآسيوي ثلث إجمالي الاستهلاك العالمي. بناء على ذلك، ارتفعت واردات الطاقة إلى دول المنطقة على نحو ثابت، وخاصة إلى القوى الاقتصادية الناشئة التي تتصف بالفاعلية وارتفاع مستوى التنسيق، مثل الصين والهند. ويبدو أن الدول النامية الأخرى في المنطقة الآسيوية بمستويات دخلها المرتفعة ومعدلات نموها الاقتصادي العالية ومهيأة لإتباع هذا التوجه.
إضافة إلى ذلك، كانت الدول الآسيوية تمر بتغيرات اقتصادية واجتماعية كبيرة. وقد تبنت حكومات المنطقة منذ ثمانينيات القرن العشرين حتى نهايته على نحو متزايد ليبرالية السوق العالمية على أنها جزء من استراتيجياتها التنموية، في الوقت نفسه الذي كانت تسعى فيه للمحافظة على درجة عالية من سيطرة الدولة. وقد طبق الكثير من الدول الآسيوية هذه المبادئ الواضحة التناقض بدرجات مختلفة في رسم مسارات نجاحها الاقتصادي. ولكل هذه العوامل أهمية في تقويم دول آسيوية معينة، وإمكانياتها من حيث هي دول رئيسية في مجال استهلاك الطاقة. وتمثل حاجة آسيا المزدهرة إلى إمدادات طاقة مؤكدة دافعاً قوياً يشكل التنمية الاقتصادية فيها، وهي تؤثر على العلاقات السياسية بين الدول الآسيوية، وعلى العلاقات الثنائية مع الدول خارج المنطقة، وخاصة دول الخليج العربي المنتجة للنفط.
وقد استكشف مؤتمر الطاقة السنوي السابع لمركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية حول أسواق الطاقة في آسيا، والذي عقد في الفترة 13-14 كانون الثاني/يناير 2002 في أبو ظبي بدولة الإمارات العربية المتحدة قضايا الطاقة الراهنة والمستقبلية التي ترتبط بالتغيرات الاقتصادية والبنيوية الجارية الآن في القارة الآسيوية، وعلى نحو ملحوظ بأكبر قدر في الهند، والصين، وجنوب شرق آسيا. إن محاضرات المؤتمر التخصصية التي جمعت في هذا الكتاب تعطي نظرة شاملة على المحددات الرئيسية التي تحكم العرض والطلب في الدول الآسيوية، بما في ذلك الأسعار العالمية للطاقة، والجيوسياسية الإقليمية، والسياسات الاقتصادية والتنظيمية الوطنية، بالإضافة إلى نماذج استهلاك الطاقة في المنطقة.