أسرار جراحة الأطفال

نبذة عن كتاب أسرار جراحة الأطفال

حاولت الكتابة بأسلوب، أتمنى أن يراه القارئ العادى سهلا وميسرا، يستطيع أن يتفهمه ويستوعب بعضاً منه. ولقد حاولت أن ألحق الكتاب ببعض الصور التوضيحية، تساعد القارئ كذلك على استيعاب الحالة التى يتم شرحها. كما أظهرت الاهتمام بالمشاكل الخطيرة، وكذلك الحالات الجراحية الحرجة والمستعجلة، ندق بها ناقوس الخطر للتحرك بسرعة لإنقاذ حياة الطفل فى الوقت المناسب. الأم هى الطبيب الأول، التى تتعامل مع الطفل طوال الوقت، وهى أول من تشعر بأى تغيير مرضى لطفلها، وهى أول من تكتشف بل وتشخص، وتساعد على تشخيص حالات كثيرة. ثم يأتى دور طبيب العائلة، الذى لابد أن يكون بالوعى الكافي، لتفهم ما تقوله الأم لمساعدتها فى الوصول لتقييم صحيح لحالة طفلها، وبالتالى يتم التعامل معها بالطريقة المناسبة وفى الوقت المناسب. وفى الحقيقة وبحكم احتكاكى مع كثير من الأمهات، ومثلهم من الأطباء فلقد لاحظت أن كلمة جراحة الأطفال هى من الأسرار والخفايا التى لايعيها الكثير، لذا فهم فى حاجة ماسة لتنمية الوعى والدراسة فى هذا المجال. لذلك فإن هدفى الوحيد من خلال سطور هذا الكتاب، هو تبسيط المعلومة وصياغتها فى صورة سهلة وميسرة، يستفيد منها كل من له علاقة بالطفل ومشاكله مثل الأم، طبيب العيلة، طبيب طب الأطفال وغيرهم كثير. ذكرنا حالات النزيف التى تصاحب عملية الختان، والنزيف قد يودى بحياة الطفل، حيث إن كمية الدم الكلية لدى الطفل تكون قليلة جدا حسب الوزن، فهى تساوى 80ملم/ كيلوجرام، يعنى: طفل وزنه 3كجم تكون كمية الدم الكلية تساوى 80 * 3= 240سم3. وذكرنا حالات الاختناق فى الفتق الأربي، والتى ينتج عنها غرغرينا فى الأمعاء، فنضطر لاستئصال جزء من الأمعاء، وقد تنفجر الأمعاء ينتج عنه التهاب بريتوني، وتسمم ميكروبى فى الدم، يؤدى إلى وفاة الطفل. وذكرنا حوادث التواء الخصية، نتيجة ركل الطفل بالقدم أثناء اللعب، ينتج عنه حدوث غرغرينا فى الخصية، فيضطر جراح الأطفال آسفا لاستئصال الخصية، وإذ لم يتم الاستئصال، أدى ذلك إلى ضمورها وهنا يحدث خطران الأول، حدوث سرطان بالخصية المتروكة ولم تستأصل والثانى هو ضمور الخصية الأخري، وفى النهاية يؤدى للأسف إلى العقم. وبالنسبة للانسداد المعوي، حدوث القيء الكثيف يؤدى إلى الجفاف لا محالة، ونقص فى معادن وكيماويات الدم، ينتج عن ذلك حدوث صدمة وقد تؤدى إلى الوفاة. كذلك التواء الأمعاء، وغرغرينا الأمعاء وانفجارها، قد يؤدى إلى نهاية الحياة. ولقد كتبنا جزءاً ليس بالقليل عن الأورام السرطانية فى الرقبة والبطن، مثل الهودجكين، والنفروبلاستوما (فى الكلي) ورم الولميز، وورم الثيروبلاستوما فى الغدة الصماء الجاركلوية، وورم الهيباتوبلاستوما (فى الكبد)، وذكرنا مدى خطورة هذه الأمراض اللعينة، والتى للآن لم نستطع فك طلاسم علاجها ومنع مضاعفاتها. وأخيرا سجلنا بعض الأشياء عن حوادث الأطفال الكثيرة، ونسبة حدوثها، وعن الحروق والتشوهات الخطيرة التى تتسبب فيها، وعن ابتلاع الأجسام الغريبة وكيفية التعامل معها، وعن الطفل المضطهد وأطفال الشوارع، والظلم الواقع على الطفولة البريئة فى الحروب والكوارث وظلم الكبار للصغار فى العمل والبيت والشارع والمدرسة. فى النهاية هى بعض الموضوعات المهمة بين أيدينا، نتعرف عليها، لنحسن التصرف فى طريقة التعامل معها، حتى تتحقق السعادة للأم وللطفل معا.