نبذة عن كتاب القصف الإعلامى على الثورة المصرية
أطراف الصراع في ثورة مصر في الخامس والعشرين من يناير- في تحليلها العميق- لم تكن بين جماعة محتجة- جماعة ميادين التحرير في أرجاء مصر، في مواجهة حاكم هو حسني مبارك، ولا بين ثوار ونظام حكم. ولكنها يمكن اعتبارها صراعًا بين مرحلتين حضاريتين: الأولى مرحلة حضارية هي المجتمع التقليدي زراعي شبه صناعي والمرحلة الحضارية الثانية هي مجتمع المعلومات/ المعرفة وهو ما ظهر بشكل رمزي شديد الدلالة في ميدان التحرير بين البغال والفيسبوك.
كما لم يكن غضب الشعب على أداء جماعة الإخوان المسلمين في الحكم سوى دليل واقعي على هذه المقولة؛ لأن الجماعة حكمت بقواعد مرحلة حضارية قديمة شعبًا ثار ليعيش مرحلة حضارية جديدة كما أن الصدام الذي وقع في 30 يونيو 2013م لم يكن صدامًا بين جماعة الإخوان المسلمين والقوات المسلحة والشرطة، بل كان صدامًا بين الماضي والمستقبل انحازت فيه القوات المسلحة والشرطة “قوى الحاضر” للمستقبل ويعود تأييد جموع الشعب لهذه القوى الآن لسبب رئيسي أنها وضعت خارطة طريق ناحية المستقبل وصوب مرحلة حضارية جديدة لن يرضى الشعب المصري عنها بديلًا.
المرحلة الحضارية التي دقت سواعد شباب ميادين مصر أبوابها، وعلت أصواتهم بضرورة التغيير للدخول في عالمها، هذه المرحلة تعني انتقال المجتمعات الإنسانية من مرحلة المجتمع الصناعي إلى مجتمع المعلومات/ مجتمع المعرفة وهي ناتجة عن ثورة المعلومات/ ثورة المعرفة. وهذه الثورة مرت في العالم المتقدم بمرحلتين هما: الموجة الرقمية الأولى والموجة الرقمية الثانية.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.