نبذة عن كتاب دراسات في اليهودية
ليس هناك ديانة تسمى باليهودية أو المسيحية، وإنما تلك مسميات أطلقها أصحابها والمؤرخون لها، عليها، وصفاً لها، وتمييزاً لها عن غيرها. أقول ذلك وأنا على يقين من أنه لا توجد فقرة واحدة في أسفار العهد القديم وإصحاحاته، تقول بأن ثمة ديناً يسمى باليهودية، والأمر كذلك بالنسبة للأناجيل. عموماً، تعارف الدارسون والباحثون على تشكيل ديانة، أطلق عليها مصطلح اليهودية، نسبة إلى أصحابها، مع أننا نجد دائماً العكس، حيث ينتسب الأتباع لديانة، قومها ذلك الكتاب التاريخي المسمى بالعهد القديم، والذي يطلق عليه البعض التوراة، من باب إطلاق الجزء على الكل، إضافة إلى ما اتبعه من تلمود واجتهادات الفقهاء والعلماء على مر العصور، ومن هذا المنطلق، تأتي دراساتنا لهذه الديانة، فهي لا شك تضم شرائع إلهية أنزلت على موسى عليه السلام، ثم أصابها التعديل والتغيير، وفتحت أبوابها لتأثيرات على مر تاريخها، تتضح بجلاء لهؤلاء لمهتمين بمقارنة الملل والنحل. وما بين أيدينا من نصوص تمثل جوهر اليهودية، جدير بالدراسة والبحث، وفيه مجالات لا تنتهي لكل باحث ودارس.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.