نبذة عن كتاب تجربة الشيخ محمد الغزالي في تجديد الفكر الاسلامي
هذا الكتاب جاء جيل الشيخ الغزالي ليقف على مجمع البحرين، وكان شيخنا الجليل زهرة هذا الجمع وثمرته الطيبة، لذلك فنحن لا نستطيع أن نفهم جيداً الدور الحقيقي الذي قام به الشيخ إلا إذا وعينا بالمتابعة التاريخية حركة كل من تياري المحافظة والتجديد منذ منتصف القرن التاسع عشر، وبهذا الوعي التاريخي نتابع دور الغزالي على مدار سنواته العملية الخمسين، وهو يخوض معركتين، معركة التجديد ضد الجمود والسطحية والتخلف الفكري، ومعركة المحافظة دفاعاً عن ثوابت الدين والعقيدة ضد نزعات التغريب وضد دعوي التفكيك والإنحلال العقيدي، وحياة الشيخ كلها تترراءى في هاتتين الساحتين، جولة هنا وجولة هناك، فبرغم أن الشيخ كان في مقدمة الدعاة للتجديد الفقهي والفكري، ومن أذكى من مارس التجديد فعلاً في الفقه بمنهج رصين وبمنطق أصيل، ورغم ما فتح من مغاليق وما طوع من جماعات الفكر الموروث، ورغم جرأته وشجاعته، ورغم كل ذلك لا نجد أثر للترحيب بفكرة وعمله لدى تيار المتغربين، لأنه ما من غلاتهم إلا في صورة طعنة من رماح الشيخ صوبها وهو يدافع عن ثوابت عقيدته وأصول إسلامه.
طارق البشري
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.