نبذة عن كتاب المدارس في مكة خلال العصرين الأيوبي والمملوكي
أثبتت الدراسات التاريخية أن نشأة المدارس في البلاد الإسلامية تعود إلى منتصف القرن الخامس الهجري إلا أن ظهورها في مكة بدأ متأخرًا حوالي الربع الأخير من القرن السادس الهجري إذ كانت الحلقات العلمية التي تعقد في المسجد الحرام تقوم بدورها.
وكما يقول ياقوت: “إنما تعمر البلدان بسكني السلطان” فقد حرص الخلفاء والملوك والسلاطين والأمراء المسلمين على بناء الأمصار والمدن وعملوا على توفير الأسباب اللازمة لانتشار العلوم في بلادهم وكان أهم ما قاموا به لتحقيق هذا الهدف انتشارهم للمراكز العلمية والاجتماعية كالمدارس والأربطة والمكتبات والبيمارستانات.
ولم يكن العلماء والأثرياء أقل اهتمامًا ورغبة في هذا السبيل، بل أن العلماء هم الذين شجعوا أصحاب السلطان على هذا العمل النافع ومما يلفت النظر أن من ساهم في إنشاء هذه المدارس في مكة المكرمة أفراد من غير المكين ولعل ذلك مرده التنافس الشديد بين أتباع المذاهب الإسلامية المختلفة لإقامة مدارس خاصة تقوم على تدريس العلوم الشرعية المتعلقة بمذهب بعينه ضمانًا لنشر ذلك المذهب.
وفي هذا المضمار يأتي بحثنا هذا ليتناول المدارس في مكة المكرمة، وتحديدًا خلال العصرين الأيوبي والمملوكي، متناولًا كل مذهب على حدة.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.