نبذة عن كتاب الرسول ” صلى الله عليه وسلم ” في بيته
أن أشق لون من ألوان الكتابة هو الكتابة عن سيرة النبي “صلى الله عليه وسلم” ويرجع ذلك إلى أكثر من سبب، ولعل أول هذه الأسباب وأخطرها هو جلال الموضوع وعظمته، فكلما اقترب الإنسان من أخباره يشعر بالهيبة والعظمة، وتروعه الصورة المشرقة للنبوة ببهائها، وتملك عليه نفسه بروائها ونورها، ويجد المسلم نفسه مستغرقًا متأملًا بحيث يجد رسالة السماء كلها، بكل جلالها تجسدت، فصارت سيرة محمد بن عبد الله، وخلق محمد بن عبد الله، وأنى للكلمات أن تعبر عن ذلك أو للقلم أن يصوره، يقينًا كل من حاول أو كتب عن المصطفى، يشعر بعجز القلم (حقيقة لا مجازًا) ويقيناً يشعر بأن ما كتبه دون ما أحسه وشعر به، ولعل السبب الذي يلي ذلك هو كثرة ما كتب ونشر عن سيرته، وفي هؤلاء الكرام الكاتبين من كبار الأئمة وصفوة الصالحين، ومن معاصري الأساتذة ورجحاء الباحثين، ما جعل الإنسان يتردد أن يقف في صفهم، ويتهيب أن تبدو قامته بإزائهم، ترددت كثيرًا من أجل هذا، وأحجمت فعلًا وحقيقة، ولكني عدت فأقدمت، أقدمت ضعيفًا اشعر بضعفي، عاجزًا أشعر بعجزي، ولكن اعانني وشجعني، وفسح لي في الأمل، أنه نبي الرحمة، وأنه كان يرحم الضعيف، ويقبل منه جهده مهما قل، ويراه منه كافيًا مجزيًا، وكان حقًا كما قال: “رحمة مهداة”.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.