نبذة عن كتاب علم إجتماع المعرفة وصراع التأويلات من العقلانية إلى إحياء الذات
يعتبر علم اجتماع المعرفة أحد الميادين المعرفية الجديدة التي تم تأسيسها في قلب التحولات المجتمعية التي شهدها العقد الثاني من القرن العشرين بهدف الكشف عن طبيعة المعرفة في سياقها الزماني والمكاني، وهو ما يعني أن ميلاد علم اجتماع المعرفة فرضه ضرورة معرفية ووجودية في أن، تلك التي تتمثل في إعادة النظر في تأويل النماذج النظرية والفكرية للمعرفة والصور والنماذج الاجتماعية التي خبرتها البشرية إبان عملية تطورها.
ولما كان علم اجتماع المعرفة يهتم بالمعرفة الاجتماعية التي تم إنتاجها في ظل تكوينات اجتماعية اقتصادية متباينة، أو قل في سياقات زمانية ومكانية معينة، فإنه لم يغفل أيضًا الذات الإنسانية التي تولد المعرفة وتتأثر بالظروف الاجتماعية والسياسية والثقافية السائدة، ذلك الذي يشير إلى اهتمامه بالعلاقة الجدلية بين المعرفة والذات والمحيط الذي تعيش فيه.
وبيد أن كل ما فات يمثل طبيعة وحدود علم اجتماع المعرفة، فإنه من الأهمية بمكان أن نشير إلى أنه في رصده للمعرفة الاجتماعية ينحو نحوين متمايزين، فالأول هو ما يعرف بأسلوب الجملة، الذي يركز على أصول وجذور وطبيعة المعرفة، أما الآخر فهو ما يوصف بالأسلوب القطاعي، الذي يتعامل مع مختلف ميادين المعرفة الأخرى في علم الاجتماع، تلك التي تركز على التجريب، وتحاكي العلم الطبيعي ليس فقط في منهجيته، وإنما أيضًا في تصوراته ومفاهيمه.
إنه على هدي التعيين السابق، فإن هذا الكتاب معني بالأساس بعرض جماع الأفكار النظرية والعملية المتصلة بالمعرفة الاجتماعية التي أفرزها العقل في إطار وجوده، والتي ساهمت في رسم صورة الحياة الاجتماعية في زمان ومكان معين، فضلًا عن الوقوف على النقلات أو التحولات النظرية والمنهجية التي قد تدخل في باب العلم العادي أو العلم الثوري.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.