الأعمدة السبعة للشخصية المصرية


نبذة عن كتاب الأعمدة السبعة للشخصية المصرية

لا أعلم على وجة الدقة متى وكيف بدأت، ومتى وكيف انتهت صياغة فكرة “الأعمدة السبعة للشخصية المصرية” وأغلب الظن احسبها نبتة أو بذرة ظلت تختمر فى عقلى ووجدانى ولكن اليقين لدى الآن هو أنها تمت فى داخلى من سنوات طويلة، عندما تبلورت أخيرا، تحمست لها وتصورتها صياغة تناسب العصر إذ ستظل “الشخصية المصرية” أو “شخصية مصر” موضع تحليل ودراسة وفهم متجدد لهذا الزخم من التاريخ والحضارات كثير من أصدقائى سألونى: ولماذا أعمدة وهل لذلك صلة بأن مهنتى الأصلية هى الهندسة الإنشائية ولم أستطع أن أجيب، ولكننى قلت “هذا وارد”….. وسألنى أصدقاء أخرون ولماذا “سبعة” هل لأن ذلك عدد مقدس منذ وقت الفراعنة، ثم لدى الأقباط بالذات قلت: ولم لا… وبعضهم ربط بين عنوان الكتاب وبين ما جاء فى سفر الأمثال فى الكتاب المقدس من أن “الحكمة بنت لها بيتا، شيدته على أعمدة سبعة”…فى أول الأمر اعتقدت أن الفكرة لا تتحمل أكثر من أن تكون مقالاً فى صحيفة أو دراسة لمجلة جادة وبالفعل سطرتها على ورق. وفى حوار لى مع صديق ألمانى وهو: الهرر مولف جانج أرنولد – الممثل الإقليمى فى مصر لمؤسسة أهلية تعمل للتعاون الثقافى بين مصر وألمانيا- ذكرت له ملخص الفكرة، وكيف أن كل مصرى مهما تكن درجة علمه أو ثقافته، إبتداء من أستاذ الجامعة المتعمق والمتفتح على حضارات عصرية.. إلى الفلاح البسيط الذى لا يقرأ ولا يكتب فى عمق الريف أو صعيد مصر متـأثر بالزمان والمكان، ومن ثم فكل مصرى فى أعماقة أمته من العصر الفرعونى وإلى يومنا هذا.. مرورًا بمراحل “اليونانية – الرومانية” ثم القبطية فالإسلام، لابد أيضا أن يكون متأثرا بالمكان – أى بالموقع الجغرافى المعاصر، ومن ثم فهو “عربى” لأن مصر تقع فى موقع القلب بالنسبة للمتكلمين بالعربية، ثم هو بحر أوسطى بحكم الإطلالة التاريخية والجغرافية على هذا الحوض العتيد الذى تكونت من حوله حضارات العالم – من السلوم ومرسى مطروح غربًا إلى العريش ورفح شرقًا – ولكننى فوق ذلك وقبله – وربما لكى يكتمل العدد إلى رقم 7 – لم أنس انتماء مصر إلى أفريقيا التى تقع فى الشمال منها…. أعجب صديقى الألمانى بهذه “الأطروحة” وأمر بترجمتها إلى الألمانية، وتمحصها، وإذ به يجىء إلي بعد فترة صائحًا – مثلما فعل أرشميدس عندما سبح فى المياه واكتشف قانون الأجسام الطافية – واستطرد: لقد عشت طويلا فى مصر ولكنك جعلتنى أكثر تفهما لمصر.. فقبل قراءة مقالك كنت مثل كل أقرانى فى أوربا وأمريكا نشعر أننا جئنا لمساعدة مصر لأننا نسبقها فى سلم التطور الحضارى، ومن منطلق أن مصر تنتمى إلى “الشرق” وإلى “العالم الثالث” ولكننى أقر أن مصر شىء “مختلف” بهذه التركيبة التاريخية الجغرافية وأشعر الآن أننى قادر على أن أتعامل مع المصريين بنظرة ومفهوم جديدين، وسيعود ذلك على عملى بالنفع. ها هو الكتاب – أيها القارىء الكريم – بين يديك، أرجو أن تجد فية ذاتك، لأننا شعب مصر لنا جميعًا هذه المكونات السبعة فى وجداننا، ومن الطبيعى أن يفضل بعضنا الانتماء الفرعونى، بينما البعض الأخر يراه انتماء لعصور وثنية قد ولت وانتهت إلى غير رجعة، وأن البدائل المقبولة هى الانتماء إلى العروبة والإسلام. ولذلك فإنه رغم وجود هذه التركيبة، فى كل منّا – ولكنها انتماءات أو أعمدة ليست متساوية فى الطول والمتانة، وأن اهتمام وتقدير كل منا لهذه الأعمدة داخل نفسه أو فى وجدان الشعب المصرى كله يختلف من إنسان لآخر حسب التركيبة الإنسانية والذاتية، بل لعلها تختلف للفرد والإنسان الواحد مع الزمن، ومن حقبة لأخرى. ففى فترة الشباب يكون الحماس للوطن أو الدين أو القومية العربية وحدها دون غيرها، ومن ثم يكون الإنسان أحادى الانتماء فلديه الأشياء إما بيضاء أو سوداء، ومع تقدم السن والخبرة فى الحياة وتراكم الشعر الأبيض تنمو انتماءات أخرى، يرى الأنسان كثيرًا من الأمور رمادية، وبدرجات متدرجة بين الأبيض والأسود. على أن الأمر يقتصر على هذه الانتماءات السبعة أو غيرها لشخصية المواطن المصرى، لأننا فى النهاية لسنا قوالبًا أو أنماطًا متكررة رغم هذه القاعدة والأرضية المشتركة لأمزجة من ينتمون إلى وطن واحد، فلكل منا ذاتيته وخصوصيته وتفرده، ولذلك فقد خصصت الفصل الأخير من الكتاب لتوضيح الانتماءات الشخصية التى تتراكم عادة للفرد، والتى تبدأ مع الأسرة ثم الحى أو القرية ثم المدرسة، فالمهنة فالارتباط بالعمل، فضلاً عن الانتماء الدينى والأيديولوجى، وكيف أن “لعبة الحياة” هى فى حسن إستخدام كل منا لما لديه من انتماءات. وفى النهاية لا أستطيع أن أعطى توصيفًا محددًا لهذا الكتاب فى تخصص معين لأنه مزيج من السياسة والتاريخ وعلم النفس وعلم الاجتماع وغيرها ولكنى أتمنى أن يجد فيه القارىء متعة وأن يجد فيه نفسه ويصبح أكثر فهما للآخرين.

رمز الكتاب: egb186320-5199265 التصنيفات: , , الوسوم: , ,

Description

بيانات كتاب الأعمدة السبعة للشخصية المصرية

العنوان

الأعمدة السبعة للشخصية المصرية

المؤلف

ميلاد حنا

الناشر

روافد للنشر والتوزيع

تاريخ النشر

01/01/2012

اللغة

عربي

الحجم

24×17

الطبعة

7

المجلدات

1

النوع

ورقي غلاف عادي

المراجعات

المراجعات

لا توجد مراجعات بعد.

كن أول من يراجع “الأعمدة السبعة للشخصية المصرية”

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *