أسامة أنور عكاشة “أسطورة الدراما العربية”

نبذة عن كتاب أسامة أنور عكاشة “أسطورة الدراما العربية”

في هذا العدد من سلسلة “كتاب اليوم” نقدم نسقاً جديداً من إصدارتنا حيث يجمع هذا الكتاب بين السيرة الذاتية و الوصف الدقيق لأهم أعمال الكاتب الراحل اسامة أنور عكاشة. أسامة .. الذي افتقدناه بعد أن عاش فينا طويلاً بكلمته وأشخاصه وحكاياته المصرية الخالصة .. كان عاشقاً لتراب مصر ملهمته كانت الاسكندرية وبحرها التي كتب عنها إبداعات عظيمة .. المكان كان يدفعه إلي خلق حالة من الإبداع لا تنتهي في زواياه ولكنها تبدأ مع أشخاص يعيشون في ذاكرتنا إلي الآن سليمان غانم وسليم البدري و حسن أرابيسك وأبلة حكمت كلهم نجدهم حاضرين بقوة كأنه نحتهم تماثيل متكلمة لم يكتبهم علي أوراق.
لست أحب أن أكتب الآن عن شعوري في لحظة معرفتي خبر وفاته لأني أكره أن أقول أنه رحل .. لأنه لم يرحل .. البشر أمثال أسامة لا يرحلون .. يبقون ويبقون طويلاً .. ويبقي لأنه فوق المبدع كان “انساناً” كل من حوله يعرفون جيداً كيف كان راقياً وابن بلد في نفس الوقت، كيف كان شجاعاً وصاحب كلمة ومتواضعاً جداً، لا أستطيع سوي تذكر مشهد الشوارع وهي خالية من الناس في أحد ليالي رمضان التي لا تخلو من الناس، وإذ بي أسأل نفسي هل جمال عبد الناصر يلقي خطاباً؟! .. لا ناصر رحل.. هل اليوم هو مباراة نهائي كأس العالم؟! .. أيضاً لا .. لكنه ببساطة كانت الحلقة الأخيرة من أحد إبداعاته .. جمهوره قرر أن يرابض أمام شاشات التليفزيون المصري ليعرف نهاية السيمفونية والمقطوعة التي غزلها بأحكام .. والتي عاشها معه الجمهور طوال ليالي رمضان ..لم أكن أتعجب وأنا أجد أعماله حديث الناس في كل جلسة .. يتحدثون عن شخصياته كأنهم أشخاص حقيقيون بيننا .. من دم ولحم .. وليسوا من بنات أفكاره.
وفي هذا الكتاب الذي أهديه شخصياً لروح الصديق أسامة أنور عكاشة الذي فارقنا منذ عام .. نري أعماله الكاملة ونلاحظ التدفق في الإبداع ونقرأ كلمات كلها حزن وألم ووفاء من أصدقائه العديدين الذين كان إلي جوارهم الذين أحبوه واحترموه.. وأنا منهم وهذه الصفحات هي اعتراف بمحبتنا جميعاً لك.. استطاع أسامة من الشهد والدموع التي كانت بوابة عبوره إلي قلوب الملايين في الوطن العربي وليس في مصر فقط .. أن يرتكز بقوة علي “ليالي الحلمية” التي إلي الآن تعتبر أفضل ما قدمت الدراما المصرية بأجزائها الخمسة، لنبدأ في سلسلة من الأعمال الدرامية التي مزج فيها الأدب بالدراما ليصبح العمل أعمق من المسلسل وأقرب إلي الأدب ليعطي المعني الكامل للـ”دراما”.
ودائماً أراه مدافعاً عن الفضيلة والجمال في حياتنا في أعماله “الراية البيضا” و”رحلة السيد أبو العلا البشري” و “أنا وانت وبابا في المشمش” و “زيزينيا” و “كناريا وشركاه” و”امرأة من زمن الحب” و”ضمير أبلة حكمت” و “عصفور النار”، هو بالفعل .. عميد الدرما العربية .. يستحق أكثر من هذا الكتاب .. دراسات وأبحاث تتعمق في أعماله التي لابد أن تخرج لنا بجديد ونكتشف فيها العديد من الجوانب المخفية من ابداعاته .. فاقرأوا هذا الكتاب واحتفظوا به جيداً لأنه كتاب ممتع عن أحد العبقريات المصرية.