نبذة عن كتاب أدب القيروان في عهد الأغالبة والفاطميين
انقسم عالمنا الإسلامي- في فترة من تاريخه- إلى العديد من الدويلات التي حملت مشعل الحضارة الإسلامية، وانطبعت بطابعها الإسلامي القائم على القيم والأخلاق والمبادئ السامية، وبذل الجهد في سبيل إشاعة ذلك، وقد امتلأت هذه الدويلات بالمدن العامرة التي بدأت تلمع وتزدهر وترقى في جميع مناحي الحياة، حتى صارت منارة من منارات العلم، ومهوى للأدباء والعلماء وذوي الحاجات، وقد حظيت عواصم العالم الإسلامي، ومدنه الكبيرة بالدراسات التي تناولت جميع مناحيها لا سيما بغداد، على عكس كثير من مدن الدويلات الإسلامية وقبرص وبست وقرطبة وغيرهما.
وقد عزمت على إعداد هذه السلسلة على أن أبدأ بالقيروان، فهي من أثرى هذه المدن أدبًا، ومن أقلها حظًا في الدراسة، على الرغم من أنها منارة الغرب، وبعد رحلة طويلة اتضح لي أن القيروان بل المغرب العربي لم يقل دوره في نهضة الأدب العربي عن المشرق.
وقد قسمت المادة العلمية التي جمعتها إلى بابين، خصصت واحدًا للشعر وآخر للنثر، وقمت بتصنيف الشعر إلى أحد عشر فنًا، مع الإشارة إلى التأثر بشعراء المشرق الإسلامي، وما اتسم به هذا الشعر من سمات عامة، وفي نهاية الباب أشرت إلى أهم مصادره وأعلامه لتكون عونًا لمن أراد أن يستزيد، وفي باب النثر قسمته إلى قسمين، قسم يختص بالنثر التأليفي، وآخر بالنثر الخالص، مع ترجمة أيضًا لأهم أعلام الكتاب.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.