محكمة العدل الدولية

نبذة عن كتاب محكمة العدل الدولية

كان دائماً العدل الدولي غاية وهدفاً منشوداً منذ نشأة الدول وتعددها حيث كانت لغة الحرب هي اللغة السائدة، والمفهومة، والمتبادلة بين هذه الدول، ولما كانت الدول قد يأست وملت من هذه الحروب في حل وحسم الخلافات الدولية، وخاصة بعد تقدمها، والرغبة في الحفاظ على مظاهر هذا التقدم وثمراته لصالح شعوبها، بدأت هذه الدول في البحث عن بديل للحروب والصراعات المسلحة لحسم وحل النزاعات التي تثور بينها، فبدا ما يعرف بالتحكيم الدولي، الذي أخذ صورة المحكم الفرد (رئيس دولة- ملك- امبراطور- … إلخ) الذي كان يعرض عليه النزاع الدولي، ويحكم فيه وفق ما يراه هذا المحكم المفرد.
وعند بداية عصر التنظيم الدولي، وظهور الإتفاقيات الدولية ذات الصلة بالحروب والنزاعات الدولية وكيفية حلها، بدأت الدول تبحث عن آليات دائمة دولية يكون مجال عملها الرئيسي هو حل هذه الخلافات القانونية الدولية، فعرفت وأنشئت المحكمة الدائمة للتحكيم الدولي، وبناء على ما تقدم، فإننا سنتناول هذا الكتاب من خلال بابيبن رئيسيين وهما: الباب الأول: الطرق القضائية لحل النزاعات الدولية وفي هذا الباب سنعرض-بإذن الله تعالى- للتحكيم الدولي وصوره المختلفة وللمحكمة الدائمة للعدل الدولي باعتبارها للسلف الشرعي لمحكمة العدل الدولية. ومن خلال هذا الباب الأول، سنعرض أيضاً، للمحاكم الدولية السابقة على ظهور محكمة العدل الدولية، الدائمة والمؤقتة، العسكرية، والجنائية، التي أرست قواعد العدل الدولي. الباب الثاني: محكمة العدل الدولية. ومن خلال هذا الباب نعرض للقضاة وكيفية اختيارهم، وحقوقهم، وامتيازاتهم، وواجباتهم، وكيفية رفع الدعوى، وكيفية إدارة الجلسات، والحكم، وطرق الطعن فيه، وكيفية غصدار الفتاوى من محكمة العدل الدولية، وأثر الفتوى، وهل هي ملزمة أم استشارية فقط؟ وموقف الدول والوكالات التابعة للأمم المتحدة والجمعية العامة منها؟ وسوف نختم الدراسة- بإذن الله تعالى- بخاتمة نعرض خلالها بعض التوصيات.