نبذة عن كتاب قصائد أندلسية
صاحبت الأدب الأندلسي سنوات طويلة، وعشت في البلاد التي أبدعته فترات ليست بالقليلة. وقمت بتدريسه والتأليف فيه ما وسعنى الجهد.. وكان عملي في التأريخ له حينًا، وفي دراسة بعض نصوصه أحيانًا أخرى.. وقد نشرت بعض ما أرخت به لهذا الأدب، في كتابي “الأدب الأندلسي- من الفتح إلى سقوط الخلافة” الذي لقى حفاوة أحمد الله عليها؛ حيث نشر إلى الآن في عشر طبعات.. غير أني لم أنشر شيئًا من تلك الدراسات التي قمت بها في مجال النصوص الأندلسية، على كثرة ما بذلت من جهد ووقت. ولعل ذلك كان بسبب خشية أن يبدو ما ينشر منها- مهما كان الدرس فنيًا ومنهجيًا- ذا طابع تعليمي؛ وذلك لما تتطلبه طبيعة الدراسة من شرح للأبيات وتفسير لمعاني المفردات، ونحو ذلك مما يتسم به غالبًا العمل التعليمي.
وأخيرًا، رأيت واجبًا علي- نحو نفسي وما بذلت من جهد ووقت، ونحو عشاق الأدب وحقهم في أن يطالعوا ما طالعت ودرست- أن أتجاوز تلك الحساسية غير الصحية، وأن أقدم بعض ما درست من نصوص أندلسية دراسة فنية.
وإني لأرجو أن يجد القراء الأعزاء في هذا العمل فائدة تكافئ ما بذل فيه من جهد ووقت، ففي ذلك كل الجزاء، وأكرم به من جزاء.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.