نبذة عن كتاب حركة التجديد في الشعر العباسي
هذا الكتاب يرصد التطور الحاسم الذي أصاب الثقافة والأدب في العصر العباسي، فقد فتحت هذه الثقافة نوافذها أما الثقافات المحيطة بها، و وقفت منها موقفًا حضاريًا خلاقًا، قبلت خلاله بعضها، وعدلت بعضًا آخر، ورفضت ما يتناقض مع ثوابتها، ثم واصلت النضج حتى غدت ثقافة ذات تأثير كوني خطير، وصارت أعظم من أن تنسب إلى جنس من الأجناس العديدة التي نعمت بالعقيدة السمحاء، بل تحتم أن تنسب إلى الإسلام الذي امتزج في ظله الجميع، فأصبح بالنسبة لكل جنس من الأجناس التي اعتنقته حضارة جديدة تتوج سلسلة الحضارات التي مرت به، ولم يكن الأدب – أهم روافدها – بمنأي عما حققته، فتطور هو الآخر تطورًا جذريًا شمل تطوير القديم، وابتدع الجديد، إلى درجة يمكننا فيها القول إن الأدب العباسي كان سببًا – وليس نتيجة – لقيام الدولة العباسية، وأكد هذا التطور ما لمسناه من تجديد لدى الأربعة الكبار من الشعراء الذين توقف الكتاب أمامهم، فكانوا خير ممثلين لذلك في القرون الهجرية الثلاثة الأولى.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.