نبذة عن كتاب جماعات الإسلام السياسي واليسار المصري
حين سعى رواد الإشتراكية العلمية إلى تبين معالم مسيرة الرأسمالية لتحديد مصيرها قاموا بدراسة ما جرى في مجتمعات معينة من تحول النظام الإقطاعي إلى نظام رأسمالي. فعل ذلك ماركس وانجلز بمتابعة تطور التشكيلات الإجتماعية الطبقية مع تطور البنية الإقتصادية للبرجوازية في أوربا الغربية وخاصة إنجلترا وفرنسا وألمانيا، ثم فعلها لينين حين أضاف إلى ما توصل إليه ماركس وانجلز دراسات على واقع بلده روسيا قبل وبعد قيام الإتحاد السوفيتي مع دراسات حول مجمل النظام الرأسمالي العالمي.
وبحث الموضوع المطروح، وهو علاقة منظمات اليسار بجماعات الإسلام السياسي، سيتم بتبني نفس النهج والمنهج اللذان تبناه رواد الإشتراكية العلمية، وذلك بمتابعة ما جرى في مصر حول هذه العلاقة في مرحلة التحرير من الإحتلال الإستعماري ثم مرحلة مناهضة ممارسات قوى الإمبريالية، وكذلك في فترة فرضت فيها هذه القوى علاقات التبعية والتخلف تعيشها مصر حتى الآن، وذلك حتى نحدد هذه العلاقة في ظل الأوضاع الراهنة التي تمر بها مصر وهي ظروف الثورة العلمية التكنولوجية وعولمتها التي تهيمن عليها الرأسمالية، فالقضية المطروحة هي القضية مصر وأشباهها من بلدان العالم الثالث، وليس منتظراً أن نجد حلولاً لهذه القضية فيما طرحه رواد الإشتراكية اللمية في بلدان الرأسماليات المتطورة. إنها مسئوليتنا أساساً أملاً في أن يصبح لدى المفكر والمناضل المصري مرجعية مصرية تضاف إلى مرجعياته الخرى.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.