جرائم أمريكا فى العراق

نبذة عن كتاب جرائم أمريكا فى العراق

أحاول في هذا الكتاب أن أوثق بعض جرائم الحرب التي قامت وما زالت تقوم القوات الأمريكية بارتكابها في العراق منذ الهجوم عليه واحتلاله في شهر مارس من العام 2003 وحتى الآن، وقد حرصت أن أقدم الروايات والاعترافات التي قدمها الجنود الأمريكيون أنفسهم عما قاموا بارتكابه من جرائم بحق العراق وشعبه، ومن ثم فإن ما أقدمه هنا ليس كل الجرائم وإنما جزء يسير منها، فإذا كان عدد الذين قتلوا في العراق، حسب بعض المصادر، بين نصف مليون إلى مليون عراقي، فإن كل قتيل من هؤلاء له قصة، ومن ثم فإنه من المستحيل توثيق عمليات قتل الجميع، لكن توثيق بعض الجرائم وكيفية ارتكابها يعكس جانباً من همجية الجيش الأمريكي وطبيعة جرائم القتل والسلوكيات التي مارسها الجنود في القيام بهذه الجرائم، وقد حرصت أن أبحث عن اعترافات الجنود؛ لأن الاعتراف هو سيد الأدلة، كما يقول فقهاء القانون، كما قدمت روايات بعض العراقيين لما حدث لهم على أيدي الجنود الأمريكين، وحرصت – كما أفعل دائماً – أن أوثق كل رواية بمصدرها، لأن أهم الأدوار التي يمكن القيام بها في حالة الانكسار التي تعيشها الأمة هو أن يتم تدوين ما يحدث، لاسيما تلك الجرائم التي تسقط بالتقادم، ربما تأتي أجيال أفضل منا تستعيد الحقوق الضائعة وتحاكم المجرمين على ما ارتكبوه من جرائم في بلادنا.
ورصدت في البداية جرائم القتل، واستخدام اليورانيوم في الحرب وهو أكبر الجرائم التي ارتكبها الامريكيون، ثم تناولت جرائم سجن “أبو غريب” ، ودور الإسرائيلين الذي نقلوا خداتهم في التعامل مع الفلسطينيين للأمريكين، ثم قدمت مآساة أم عراقية وابنتها كصورة لملاين الأمهات العراقين، بعد ذلك قدمت قصت نهب أموال ونفط العراق بشكل منظم على يد قوات الاحتلال وتحت رعايتها، وفي النهاية فإن قدمته ليس سوى محاولة للتوثيق ليس لكل الجرائم ولكن للقليل مما وقع منها.