رحلة عقل “وهكذا يقود العلم أشرس الملاحدة إلى الإيمان”


نبذة عن كتاب رحلة عقل “وهكذا يقود العلم أشرس الملاحدة إلى الإيمان”

لا شك أننا نحيا مرحلة فريدة من تاريخ الإنسان، بلغ فيها العلم قمماً عالية، جعلته يقوم بدور لا نظير له فى الحضارات السابقة. وقد صاحب ذلك زوال الكثير من الحواجز بين العلم الحديث والقضايا الغيبية، كالألوهية والروح والدين، فأصبح الامتزاج بين العلم والإيمان حقيقة واقعة، حتى شاع بين العلماء القول بأن الفيزياء الحديثة قد أصبحت تعيش فى تخوم الميتافيزياء، لذلك أعتبر أن “رحلة عقل” التى أبحر بنا فيها مؤلفها د. عمرو شريف بين عوالم الفكر والدين والعلم، رحلة جاءت فى موعدها تماماً.
ويشتمل كتاب “رحلة عقل” على جزءين. يعرض المؤلف فى الجزء الأول منه الرحلة العقلية لأستاذ الفلسفة البريطانى، سير أنتونى فلو، الذى يعتبر أشرس ملحد فى النصف الثانى من القرن العشرين، إذ كانت كتاباته بمثابة جدول أعمال الملاحدة خلال تلك الفترة، وعندما جاوز الثمانين من عمره فاجأ العالم بأنه قد أصبح يؤمن بأن “هناك إله”، وأصدر عام 2007 كتاباً يشرح فيه الدوافع وراء هذا التحول، والتى تتلخص فيما أظهرته الاكتشافات العلمية الحديثة من تعقيد مبهر فى بنية ونشأة الكون والحياة.
وفى الجزء الثانى من الكتاب، ينتقل المؤلف من رحلة أنتونى فلو العقلية إلى رحلته هو. فيطرح للتقويم أربعة مفاهيم أساسية لابد أن تدور حولها التساؤلات فى عقل كل إنسان يهتم بالفكر وبالدين وبنفسه. فيبدأ بتقويم الاكتشافات العلمية حول نشأة الكون، من ناحية دلالتها على وجود الإله الخالق (البرهان الكونى). وهل قصد الإله أن يكون الكون معداً لنشأة الإنسان (المبدأ البشرى).
ثم ينتقل الكاتب بنا من هذه السياحة العلمية إلى مفاهيم التدين والإلحاد. فيعرض علينا (الديانات المختلفة التى يدين بها البشر)، ويضع لنا قياسات موضوعية للحكم على ما تعرضه هذه الديانات من مفاهيم. ولا شك أننى لم ألتق من قبل بهذا الأسلوب العلمى فى النظر إلى الأديان، إذ اعتدنا على استبعاد المفاهيم الدينية من التقويم الموضوعى، وإذا كان الأمر لا يعرف إلا بنقيضه، فقد وضع المؤلف مفاهيم الفكر العلمانى فى الميزان، لنرى إن كان هذا الفكر يقف على أعمدة صلبة أم أنه مجرد فرار من الالتزامات الدينية.
ولا تكتمل الرحلة العقلية مع الأديان دون النظر فى العلاقة بين ما نشعر به من مشاعر روحية ودينية وبين بيولوجيا الإنسان. ويفاجئنا الكاتب بالأدلة العلمية على أن هذه المفاهيم مدموغة فى حياتنا وفى أمخاخنا!، وإذا كان الملحدون يأخذون على الأديان أنها تجعل للقلب دوراً فى المنظومة المعرفية والشعورية، فقد بذل المؤلف جهداً كبيراً للتنقيب فى الأبحاث العلمية الحديثة التى تؤيد هذا المفهوم.
ويبلغ اجتهاد الكاتب ذروته عندما يطرح المفاهيم الغيبية الخاصة بجوهر الإنسان (الروح /النفس) للتمحيص العلمى، إذ إن لهذا الجوهر وجوداً فى عالم الشهادة، ومن ثم لا يستعصى عن البحث والنظر. كذلك يدهشنا الكاتب عندما يطرح للتمحيص العلمى رحلة الوجود الإنسانى: منشأة فى عالم الغيب، مساره فى الحياة الدنيا، منتهى رحلته بعد الموت، ولا يفوت المؤلف عند ختام الكتاب أن يعقد مقارنة بين الفكر الفلسفى الدينى الإسلامى وبين الرحلة العقلية لأنتونى فلو. فاختار لذلك قصة حى بن يقظان للفيلسوف الأندلسى ابن طفيل، وأظهر لنا جوانب السبق فى هذه الرحلة التى كتبت منذ ثمانية قرون، وبهذا التناول المتكامل العميق، وبهذا العرض العبقرى، يقنعنا الكاتب أن القضايا الغيبية التى تطرحها الأديان، ابتداءً من مفهوم الألوهية إلى حقيقة الذات الإنسانية إلى رحلة الإنسان فى الوجود، تعتبر بمثابة الحقائق المطلقة التى تخضع للبراهين العلمية والعقلية، ولا شك أن هذا الطرح جديد كل الجدة، ويعتبر ثورة فى المفاهيم العلمية وثورة فى النظرة إلى الدين.
أحمد عكاشةسير “أنتونى فلو” (أستاذ الفلسفة البريطانى) اسم ذائع الصيت فى مجالات الفكر والفلسفة والإلحاد والتدين! كان يعد بحق من أكبر ملاحدة العصر الحديث، وتعتبر كتاباته الغزيرة جدول أعمال الفكر الإلحادى طوال النصف الثانى من القرن العشرين. فى التاسع من ديسمبر عام 2004، فوجئ العالم بخبر ما زال صداه يتردد فى الأوساط الفلسفية والعلمية والثقافية والدينية، لقد أعلن أنتونى فلو (بعد أن بلغ من العمر ثمانين عاماً) أنه قد صار يؤمن بأن “هناك إله”. وقد أذاعت وكالة أنباء الأسوشيتد برس الخبر بعنوان: “ملحد شهير يؤمن بالإله، بدافع من الشواهد العلمية”.. أصاب الخبر الملاحدة من زملاء أنتونى فلو وتلاميذه بهيستريا عارمة، حتى امتلأ إعلام العالم الغربى الحر بسخريتهم وازدرائهم لهذا التحول!.. وقد طلب من أنتونى فلو مراراً أن يصدر كتاباً يعرض فيه رحلته، من صبى مؤمن إلى رجل ملحد إلى شيخ قى الثمانين يؤمن بوجود الإله. وأخيراً صدر عام 2007 الكتاب المنتظر: “هناك إله: كيف عدل أشرس ملحد عن الإلحاد”.
ونقوم فى كتابنا هذا “رحلة عقل” بعرض لكتاب أنتونى فلو “هناك إله”، ثم طرح قضية العلاقة بين الدين والعقل والعلم للتحليل. ولما كان الكتاب يدور حول الفيلسوف الكبير الذى انتقل من الإلحاد إلى الإيمان بوجود إله، بعد أن راجع مفاهيمه الفلسفية والعلمية، وجب أن نعرض تعريفاً بالإلحاد المعاصر ونشأته، وكذلك تعريفاً بالفلسفة والعلم وعلاقتهما بالدين، حتى نستطيع أن نتابع هذه الرحلة العقلية الممتعة.

Description

بيانات كتاب رحلة عقل “وهكذا يقود العلم أشرس الملاحدة إلى الإيمان”

العنوان

رحلة عقل “وهكذا يقود العلم أشرس الملاحدة إلى الإيمان”

المؤلف

عمرو شريف

الناشر

مكتبة الشروق الدولية

تاريخ النشر

01/01/2015

اللغة

عربي

ردمك

9789776278

الحجم

24×17

عدد الصفحات

288

الطبعة

9

المجلدات

1

النوع

ورقي غلاف عادي

المراجعات

المراجعات

لا توجد مراجعات بعد.

كن أول من يراجع “رحلة عقل “وهكذا يقود العلم أشرس الملاحدة إلى الإيمان””

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *