نبذة عن كتاب الحضارة الإسلامية “ثوابتها وفضلها على الحضارة الإنسانية”
لعلنا نكون فى هذا العصر الحافل بالتحديات أحوج ما نكون إلى أن نعرف ذاتنا، وأن نتدثر بحضارتنا وثوابتنا، وأن نستوعب موقعنا فى الحضارة الإنسانية ماضياً وحاضراً، وصولاً إلى إدراك إمكانات انطلاقنا، ومعرفة قدراتنا للإبحار فى عالم لا ينجو فيه ولا يحتفظ بوجوده وحيويته وهويته إلا ذلك الذى يعرف كيف يسبح ضد التيارات، وكيف ينتصر على الأمواج المتصادمة والمتلاطمة.
وهذا البحث دراسة وجيزة لمفهومنا الحضارى وخصائص حضارتنا الإسلامية… وأيضاً لعطائنا العلمى -فى معظم العلوم الإسلامية والتطبيقية.. إنه العطاء الذى بقى مرتبطاً بروح الإسلام وبرسالته وشموليته.. وهذا البحث وأمثاله خطوات ضرورية فى الطريق الذى بدأ يأخذ حظه من الاهتمام والتحليل.. فى مواجهه الذين يريدون إقصاءنا ونفينا زاعمين أننا لم نملك حضارة ولم نعلم البشرية فى أية مرحلة من مراحل التاريخ، مع أن (ول ديورانت) صاحب أكبر موسوعة فى التاريخ فى العصر الحديث (قصة الحضارة) يصرح بأن المسلمين كانوا أساتذة العالم لعشرة قرون..
لقد كنا العلماء والمعلمين.. يوم كانوا يعيشون فى ظلام العصور الوسطى ويدفعون ثمن إلغاء (الكنسية) لدور العقل.. بينما كنا على الضد.. فقد كان (المسجد) فى حضارتنا.. جامعاً وجامعة معاً.. وما زال الطريق مفتوحاً أمامنا للعودة إلى قيادة الحضارة.. وما زلنا نملك المؤهلات.. وإننا بإذن الله -لعائدون…
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.