خريف الدبلوماسية المصرية نحو مراجعة واجبة

نبذة عن كتاب خريف الدبلوماسية المصرية نحو مراجعة واجبة

منذ بدايات النصف الثانى من عام 2008, شهدت المنطقة العربية تطورات وتحركات متسارعة تشكل ملامح صفقات وتحالفات وتفاهمات بين أطرف فى المنطقة من ناحية, وبينها وأطراف خارجية من ناحية أخرى تؤذن بنظام إقليمى جديد.. ومن هذه الأطراف من يعيد تعريف مصالحه القومية ويجرى تطويرا لمواقفه ومراجعة لأوضاعه الداخلية ولسياسته الخارجية, لتعزيز مركزه الإقليمى وأوراقه التفاوضية, ومن هذه الأطراف أيضا من تجلى صعود دوره الإقليمى وبات من الصعب تجاهله وأثبت للأطراف الأخرى صعوبة الحديث عن نظام إقليمى جديد فى غيابه او بدونه.
ليس من بين هذه الطراف مصر وسياستها الخارجية التى يميزها التفكير النمطى والارتباك فى الأداء الدبلوماسى, فلا تطوير للمواقف ولا مراجعة- حتى الآن- ولا مؤشر على إعادة تعريف مصالحها القومية ولا تأثير فاعل فى ملفات المنطقة بل تراجع فى النفوذ والتأثير والفاعلية, ولا تغيير فى أوضاعها الداخلية التى تشكل امتدادا لسياستها الخارجية..
وتستدعى تلك اللحظة التى تمر بها المنطقة والتى تؤذن بتغيرات قد لا توفر بيئة مناسبة لتحقيق المصالح الوطنية الاستعانة بأصحاب الخبرات وبمراكز التفكير وذلك من أجل تقييم للسياسة الخارجية المصرية وفق حسابات الربح والخسارة وما تستحقة مصر من مكانة, فأوضاع المنطقة وتسارع التطورات فيها واحتمالات أن تأخذ هذه التطورات مسارات فى غير صالحنا تستوجب تجاوز التفكير النمطى الوظيفى والتصرفات التى تعكس إحساسا- لدى أصحابها- بالهزيمة, إلى تفكير خلاق وإبداعى, وذلك قبل فوات الأوان.. فالمحاكمات السياسية أو الجنائية أو التاريخية التى نصبت لمن تسببوا فى نكسة 1967 لم تمح آثار النكسة…