نبذة عن كتاب من سير صناع الحياة
في هذا الكتاب الثاني من سلسلة “في الاصلاح والنهضة” أقدم تراجم لباقة من الذين قدموا ولا زال لبعض منهم يقدم ما ينفع الناس، فاستحقوا أن يكونوا من صناع الحياة، أو صناع النهضة.. سمهم ما شئت، قد نختلف مع بعض أفكارهم وبعض أفعالهم، ونكل نياتهم إلى خالقهم، لكننا قد لا نختلف على أنهم قدموا للحياة قيمة نتعلم منها، تعددت دروبهم في الحياة، فما بين شيخ أزهري سافر إلى بلاد القياصرة ليعلم العربية وعلومها، وما بين نقابي وكاتب اعتكف للقراءة والكتابة فأضاف بقلمه وشاغب به ناصحا، وما بين عالم في الهندسة الكهربية تخصص في نفخ روح البعث في الوجود الإسلامي في الأندلس.
وبين مسرحي تخصص في تقديم مسرح تفاعلي للمقهورين، وكاتب لم يتستسلم لزيف الأيديولجيا التي تسلب من الإنسان إنسانيته، وما بين عالمة في البيولوجيا اتخذت من البيئة مدخلا للنضال ضد الا ستبداد في بلادهم، ومابين عالم في الطب جاب الأرض معالجا لضحايا العدوان…
هؤلاء جميعا هم باقة مختلفة المشارب، والتخصصات والاهتمامات، والأديان، ومن ثم تعددت طرق نفعهم للناس، ليسوا أول الناس وليسوا آخرهم ممن يسعون لصالح أمتهم أو لصالح الإنسامية، أردت من جمعهم في صعيد واحد أن أنير لمن يستهلون طرقهم في الحياة، لمن يبحثون لهم عن دور في حياتهم، وحتى لمن يتمركزون حول ذواتهم باحثين عما يحبون، غير آبهين بوضع قمر حياتهم في مدار المجتمع والأمة والإنسانية.
لكل هؤلاء الذين يريدون والذين لا يريدون أن يعرفوا كيف يصنعون الحياة، وكيف يمكن لكل منهم مهما اختلف مداره الذي يدور فيه في حياته أن يجعل من دائرة اهتمامه جزءا متناغما مع دائرة اهتمام مجتمعه وأمته والإنسانية جمعاء، فيعمل ما يحب، دون أن يكون ما يحب مناقضا لمصالح الناس من حوله، فتكون حياته واهتماماته نوعية في حياة الناس.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.