نبذة عن كتاب الامام المجدد ابن باديس والتصوف
من الواقع ان شخصية الامام ابن باديس نموذج فريد للمفكر والمصلح الذي يعي دوره ورسالته في وطنه، وخاصة حين تعتركه – الوطن- البلايا والمحن من كل جانب، وهو ما كان قدر ابن باديس الذي ولد عام (1988م) اي بعد تسع وخمسين سنة من الاحتلال الفرنسي لبلاده (1830م) وبعد ان احكم قبضته تماما عليها، ومحلولا بكافة وسائله القضاء علي شخصيتها الإسلامية من ناحية ومقومات عروبتها من ناحية أخري، ولكن ابن باديس نذر نفسه للإسلام وللجزائ، واعطي لكل منهما من وقته وجهده الشىء الكثير، حتي ان المؤرخين للحركة الوطنية في الجزائر يجمعون علي انه لا وجود لشخصية في العصر الحديث أثرت علي كامل المجتمع الجزائري كما فعل ابن باديس واكثر من ذلك فإن بعض الباحثين الغربيين يجعله اقوي شخصية في العالم الاسلامي في الفترة التي ظهر فيها.
لهذ وقع اختيارنا علي ابن باديس ليكون موضوعاً لهذا البحث، وفي قضية محددة هي التصوف، لانها لم تتل حقها من البحث عند من سبقونا من الباحثين في الكتابه عنه.
لهذا كان لابد من دراسة موقف ابن باديس- بوصفه مصلحاً ومجدداً من التصوف، او بالاخري من اتباع الطرق الصوفية في عصره، وخاصة وكما ألمحنا فإن هذا الموقف يحمل في طياته موقفاً آخر، ويبدو فيه ابن باديس صوفياً، وليس هذا الموقف المزدوج ضرباً من التناقض في رأينا ففي ضوء مفهوم التجديد عند ابن باديس والاسس التى ارتكز عليها والغايات التي يهدف إليها، يزول هذا التناقض، فهو ينظر للإسلام بوصفه دينا للكمال العقلي والروحي والخلقي.
ومن الدائرة الاخيرة يدخل الي ميدان التصوف، ولكن ليقيده بشروط محددة، ومنها ايضا يتصدي بغير هوادة للطرقيين الذي ركنوا إلي الكسل والبطالة فلم يأخذ بالاسباب والسنن الكونية، بدعوي الزهد والتصوف
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.