روضة المدارس.. نشأتها واتجاهاتها الأدبية والعلمية “دراسة نقدية تحليلية”

نبذة عن كتاب روضة المدارس.. نشأتها واتجاهاتها الأدبية والعلمية “دراسة نقدية تحليلية”

هذه دراسة نقدية تحليلية لمجلة “روضة المدارس المصرية” أول مجلة ثقافية علمية تصدر في مصر في الثلث الاخير من القرن التاسع عشر.
فكر في إصدارها علمان من أعلام النهضة الحديثة في بلادنا هما: “علي مبارك”, ورفاعة رافع الطهطاوي”. وعندما صدر العدد الأول منها في يوم السبت 15 من المحرم عام 1287 من الهجرة الموافق أبريل سنة 1870, كانت تطرح هذا السؤال الهام: علي أي منهج يكون تحولنا الحضاري؟ هل نعود إلي الماضي وننعم بالعيش في فردوسه المفقود ونقطع كل صلتنا بالحاضر؟ أم نقفز قفزا إلي آفاق المستقبل ونقطع كل صلتنا بماضينا المجيد ونمهل كل مورايثنا الروحية والحضارية؟
وكان الجواب حاضرا, تجسده شخصية “رفاعة رافع الطهطاوي”, فهذا الرائد العظيم ثمرة ناضجة من ثمار امتزاج الماضي بالحاضر, وتكوين مركب جديد, فيه أنضر ما في الماضي من صفحات, وأعذب ما في الحاضر من منجزات, وبهذا المزاج الحضاري الجديد لرفاعة, الطهطاوي, الذي تمتزج فيه الأصالة بالمعاصرة- كما نتقول بلغة هذه الايام – سارت مجلة روضة المدارس, التي اشرف على إصدارها, تخط صفحات تحولنا الحضاري الذي ازدهر ونضج منذ سبعينيات القرن التاسع عشر.
ولا شك أن “علي مبارك”, وزير المعارف في ذلك الوقت, كان يدرك منزلة “رفاعة الطهطاوي” الثقافية والعلمية, ولهذا اختاره للإشراف علي هذه المجلة التي كان مقدرا لها أن تكون مجلة هدف ورسالة: ترفع علم التحول الحضاري, وتقود النهضة العلمية والأدبية.