أول مكرر


نبذة عن كتاب أول مكرر

بدءاً من العنوان “أول مكرر” الذى اختاره المؤلف “هيثم دبور” ليس كما اعتاد رجال التعليم ومعدى الكتب الدراسية أن يختاروا عناوين كتبهم، بأن تكون دائما لـ “الأول” وإنما قدمه متعمداً لكل من يلى “الأول” بدءاً من الأول مكرر وحتى الأخير لأنه كتاب يخص كل شاب دخل فصلاً دراسياً مصرياَ، وسار فى مسيرة التعليم على تعدد قنواتها وتشابه محتوياتها.. بدءاً من هذا العنوان وحتى آخر كلمة فى آخر صفحة فى الكتاب لم يخط المؤلف على خطوات سبقه أحد إليها،.. فكان ذو طعم فريد لن تشعر أو تشك حتى فى أنها ليست المرة الأولى التى تتذوق فيها شيئا كهذا أو تصادف عيناك كتاب مثله، وليس هذا بسبب أسلوب كتابته أو اللغة الخاصة به والتى هى لغة عربية تتخللها العامية المصرية المختلطة باللغة الشبابية، التى هى مزيج من اللغة العربية والإنجليزية والمختصرات التى تشبة (الشفرة)، ليس هذا ما أختلف وتميز فى هذه الصفحات، ولكنه الفكر النابع منه كل ذلك، فكر يعبر عن جيل مميز عاصر نهاية القرن العشرين والعقد الأخير منه، وكان الجزء الأكبر من تشكيل وعيه داخل نطاق القرن الحادى والعشرين، بما له من عوامل تكنولوجية ومعلوماتية و”انترنتية” -إذا جاز اللفظ- أثرت بشكل مباشر فى تكوينه، فكان هذا الفكر الذى نتج عنه شئ مغاير للمعتاد فى الموضوع والأسلوب وطريقة حتى تقديم وتقسيم فصول الكتاب، وإن كان أيضا يستحق الأعجاب.. فصفحات هذا الكتاب قسمت كيوم دراسى به حصص دراسية متنوعة بين العربى، الجغرافيا، الاقتصاد، الفيزياء، كيمياء، التربية الوطنية وغير ذلك والذى لا نجد فيها مثلا نصوصاً شعرية معتادة ولكن أسئلة عن أشياء غير موجودة فى المناهج بل موجودة فى الحياة وأجابات لها غير متوقعة بل تمس الصميم وتصل إلى عمق فلسفة الشئ، بكل منها مايشبه النصوص فى مادة العربي والحقائق الجغرافية فى مادة الجغرافيا، والدروس الاقتصادية فى الجغرافيا، والقوانين فى الفيزياء والمعادلات في الكيمياء، كل منها فيه ما يتماشى مع مادة دراسية فوضع وأرفق فى الصفحات المعدة لها، وفى ذات الوقت تأتى فى شكل ساخر خفيف الظل أقل ما تفعله معه هو الابتسام، فهو كتاب تعليمى بمفهوم واسع شمل كل ما يؤثر على الطالب المتعلم والحياة التعليمية بأى شكل، من الطالب نفسه والأسرة والمجتمع والإعلام والسياسة والساسة، وذلك فى مناهج وحياة كانت تتأرجح وتشمل المرحلة الثانوية والجامعية بشكل خاص. الكتاب لم يقدم هزلاً أو ضحكا بلا معنى، إنما عبر بذكاء وخفة ولماحية عن آراء ذلك الجيل الذى بلغ عمره الآن نهاية العشرينات وأقترب من عقده الثالث، وكذلك انتقد كثير من السلبيات المعتادة، والتى من كثرة اعتيادها صارت تحدث بشكل تلقائى وروتينى بل ميكانيكى، دون النظر إلى أسبابها أو ما الداعى لها سواء فى الفصل او المدرسة أو الجامعة أو الشارع أو حتى فى مجال التعامل بين البشر. الكتاب تعليمى.. أسئلته من علل وأكمل وما به من يوم دراسى حقيقى لم ينس مؤلفه أن يقدم الحصص الدراسية وان يتخلله بـ “فسحة” او حتى بمرات دخول دورات المياه.. لم يكن أبدا سيرة ذاتية طلابية تكتب، وإنما مزيج خاص غير اعتيادى فيما كتب عنه وما كتب به وما كتب له.. مزيج لن يتخطى الكلام والحديث عنه حدود الترغيب وإبداء الإعجاب فيما جاء به، ولكنه أبداً لن يشمل الوصف الحرفى لما جاء به والنكهة الخاصة به، حيث إنه كتاب أفضل ما نتبعه معه هو.. قراءته وتذوق كل كلمة فيه بأنفسنا.. فهو على الرغم من أنه “أول مكرر” إلا أنه كتاب ليس “مكرر” فى محتواه بالمرة.كلما حاولت الكتابة قفز شبح (الفيزياء) أمامي، فى كتاباتي، بين سطوري.. ربما لإحساسي بالضغط.. والضغط هو متوسط القوة المؤثرة عموديا على وحدة المساحات ويمكن تعيينه من القانون p=f/A…. ياه! فيزيا تانى.
وهكذا، قامت الفيزياء- منها لله – باحتلال عقلى تدريجيا فأصبحت أرددها.. وأنشدها.. فصارت “الفيزي فيزي فا” هى أغنيتي المفضلة.. ولو أن محمود عبد العزيز أخذ فيزيا فى سنة تالته ثانوي مكنش فكر يغنى للكيميا فى فيلم الكيف، وربما تحسبني أمزح إذا اعترفت بأنى أفتش تحت سريري قبل النوم خوفا من أن جد بقايا الفيزياء في أحلامي.
تررررررررن………..
– ألو
– أيوه يا هيثم حليت المسألة التاسعة صفحة 94.
– بتاعت خزان المياه اللي فيه خرمين وعايزك تحسب معدل الأنسياب.
– آه .. سيبك من معدل الانسياب، المطلوب التانى بتاع الخزان هيفضى امتى معرفتش أوصل له.
– أنا لسه محلتش المسألة يا حمادة.
– أمال عرفت منين إنها مسألة الخزان.
– لأن دي تالت مرة تكلمنى عنها.
– طب المسألة اللى قبلها.
– برضة لسه.
أمال قاعد تعمل إيه.
أرد فى برود واضح: بحاول أكتب مقال.
يتضجر حمادة وينهي المكالمة، يعود ليفكر فى مسألته بينما أعود لأفكر فى مقالي، أحاول أن أختلس لحظات قبل هجوم الفيزياء وأن..
ترررررررررن
-ألو
أيوه… طب حليت المسألة اللى ف الصفحة اللي بعدها.
لسه مفتحتش الواجب
– أنتا لسه بتكتب المقال.
أرد فى برود واضح: بحاول..
يتضجر ثانية وينهي المكالمة.
ربما يتهمني حمادة بأننى واد دحيح قمت بحل المسائل وأخشى مساعدته خوفا من الحسد، أو لأنه أصبح عرفا علينا نحن الثانويين أن نكنتم (داري على شمعتك..)، لهذا السبب تجد المدرس إذا سأل سؤال فى أحد الفصول لا مجيب، برغم أن كل تلاميذ الفصل يعرفون حله جيدا من الدروس الخصوصية.
واصدقكم القول.. لم أحل الواجب بعد ولن أحله قبل أن أكتب مقالا.. أي مقال، فقط محاولة لإثبات القدرة بداخلي.. والقدرة هي متوسط حاصل ضرب.. لأ مش ناقصة فيزيا.
تررررررررررن
– ألو هيثم موجود؟
– أيوه أنا.
– أيوه يا هيثم أنا هاجر من المجلة عامل إيه؟
– الحمدلله.
– فيه موضوع للمجلة.. شوف إن كنت تقدر تكتب فيه؟
– حمدت الله فى سري وسألت متهللا: موضوع عن إيه؟
إسحاق نيوتن.. عالم الفيزيا المشهور.

رمز الكتاب: egb133390-5136576 التصنيفات: , , الوسوم: , ,

Description

بيانات كتاب أول مكرر

العنوان

أول مكرر

المؤلف

هيثم دبور

الناشر

دار الشروق

تاريخ النشر

27/10/2009

اللغة

عربي

الحجم

24×17

عدد الصفحات

140

الطبعة

3

المجلدات

1

النوع

ورقي غلاف عادي

يحتوي على

صور/رسوم ,رسوم بيانية

المراجعات

المراجعات

لا توجد مراجعات بعد.

كن أول من يراجع “أول مكرر”

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *