نبذة عن كتاب إنتاج الدلالة الأدبية
إن للنقد دائماً مظهرين، أحدهما يتجه نحو بنية الأدب، والآخر نحو الظواهر الثقافية التى تمثل السياق الاجتماعى للأدب، وكلاهما يؤمن توازن الآخر. وهذه الفصول التى أجمعها للقارئ تتوزع بتعادل على كلا الاتجاهين، وترتكز أساساً على مفهوم محدد للدلالة الأدبية، باعتبارها لا تقتصر على معنى كل عنصر من العناصر التى تدخل فى تكوين العمل الأدبى، ولا على شبكة العلاقات المتبادلة بينها، بل لابد أن تشمل طريقة أدائها لوظائفها وكيفية انتظامها فى هذا النسق لتحقيق فاعلية جمالية خاصة.
على أن إنتاج هذه الدلالة مشروع مفتوح لا يكتمل مرة واحدة، فالقراءة المتفردة المتجددة هى الطرف المفجر له، وهى لا تقضى عليه، بل تولد به وتنمو معه. وإذا كان الأدب فى جوهره كشفاً للإنسان والعالم، فإن دلالته كامنة فى طرائقه التعبيرية، وأدواته الفنية، وإنتاجها يتمثل عند اكتشافها وممارستها، ولا يتم ذلك إلا بتداخل نصى بين طرفين: أحدهما النص المقروء بكل ما حبل به من نصوص، والآخر هو نص القراءة نفسه عندما يندرج فى السياق الكلى الشامل ويصبح جزءاً من الدلالة.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.