نبذة عن كتاب السحر وأزمة العقل “الفكر والممارسة”
ولما كان المجتمع المصري في الآونة الأخيرة قد عرف حضورًا اجتماعيًا طاغيًا للسحر في مختلف الأوساط والتراكيب الاجتماعية، وهو ما دفع إلى سيادة كثير من الجدل حوله من مختلف المشارب الأيديولوجية، فإننا هنا نحاول وفق أدوات السوسيولوجيا أن نميط اللثام عما يكتنف هذه الظاهرة، الأمر الذي يجعلنا نتصدى للإجابة عن التساؤلات التالية:
ما الأسباب التي تجعل العقل السحري يعيد إنتاج ذاته، أو يشكل تواصلًا مع المنطق والعلم في إطار الواقع المعاش؟ ما طبيعة خطاب السحر ووظيفته وصيغه وطقوسه وممارساته وإفرازاته الخيالية؟ ما الطبيعة الاجتماعية للمتكيفين مع السحر، وما الدوافع الاجتماعية والثقافية التي تجعلهم وفق هذا العقل يغتربون عن واقعهم؟ ما طبيعة المخزون المعرفي للمتكيفين مع السحر الذي جعلهم يبدلون ما هو أرضي بما هو غيبي وغير مرئي لإشباع احتياجاتهم بطريقة جوانية؟
وفي سياق كل ما تقدم، خرجت الدراسة الراهنة في خمسة فصول رئيسية الأول يحاول أن يناقش الأطروحات النظرية حول السحر والأسطورة، ويأتي الفصل الثاني ليعرض وضعية وموقف الدين من الأسطورة والسحر في إطار الأدبيات النظرية والأديان، وفي الفصل الثالث نقدم تحليلًا لخطاب السحر وما يحمله من بناء ووظيفة ومضامين وتكنيكات واستخدامات، ثم في الفصل الرابع حاولنا تبيان كيف يلتقي الفلك مع الجسد في الوقت مع الأدخنة مع الأوفاق لكي يتم أعمال الخير أو الشر، خاصة بعد تحويل الحروف إلى أرقام أو العكس، وفي الفصل الخامس شرعنا من خلال دراسة إمبريقية (واقعية) للوقوف على الطبيعة الاجتماعية والثقافية والدينية للمتعاملين مع السحر وموقفهم منه، وأخيرًا في الفصل السادس فقد قمنا بعرض مجموعة من النماذج للعاملين بالسحر والمتعاملين به لكي نكشف من خلالها عن طبيعة الفكر والممارسة.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.