نبذة عن كتاب محنة التقريب بين السنه والشيعة
“حركة التقريب” -كما تسمى- تمتلك جذورها التاريخية، وتتضح ضرورتها فى ضرورة وحدة الأمة ومسؤوليتها فى تحقيق الرشد وتوجيه كل طاقاتها إلى الإسهام فى العصر، وقد وضعت اللبنات الأولى لهذه الحركة فى أواخر الأربعينيات من القرن الماضى.
عقد أجتماع فى القاهرة عام 2007 لمحاولة إعادة إحيائها. وفى هذا السياق يبدو لى أن مؤتمر الدوحة والمناقشات بل السجالات التى دارت فيه على خلفية الوقائع العراقية وغيرها يستحق أن يجعل مؤتمر نموذجياً للدراسة والتأمل، وتشخيص حالة فشل عملية التقريب فى أن تتحول إلى واقع.
فاهو سجال بامتياز يكفى لتشخيص الأزمة التى تكشف لأول مرة بهذا الوضوح، دون حاجة إلى استعراض تداعيات السجال التى حفل بها المؤتمر من قبل مشاركى الطرفين.
ومما يدعوا إلى التفكير الجدى بحقيقة إنجازات فكرة التقريب عبر هذه العقود الطويلة ملاحظة القضايا التى تم طرحها خلال المؤتمرات كافة، بعيداً عن الكلام المعسول فى أهمية الوحدة، والأمة الواحدة.
وغير ذلك بعيداً عن ذلك كله، كان دوما ثمة فى “الهامش” حديث عن قضيتين اثنتين: عدم التبشير المذهبى من قبل الطرفين، وعدم سب الشيعة للصحابة، لكن أحداث العراق أضافت قضية ثالثة وهى: وقف القتل المذهبى!
إنه فى الواقع لم يتم إنجاز مؤسسة حقيقة للتقريب تملك القدرة على مواجهة مخاطر الفرقة والصراع الذى قد يصل إلى حد الاقتتال بين المسلمين.
لكن مع كل هذا، لن يجدي نفعاً لنكوص عن قناعتنا بفكرة التعددية بكل ألونها، وتحديداً هنا المذهبية، غير أن التجارب الحالية المرة تفرض علينا إعادة تقويم تلك الأطروحات التقريبية والبحث عن أوجه الخلل والفشل فيها، وكيفية الوصول إلى ضوء فى نهاية النفق المظلم الذى تدخلنا فيه الأزمات.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.