نبذة عن كتاب نطاق الحماية الجنائية للميئوس من شفائهم والمشوهين خلقيا
قد تقتضي إرادة الله سبحانه وتعالي خلق أناس، ليس لهم نصيب وافر، من الصحة والجمال والتقويم الإنساني السوي علي وفق سنن الله في خلقه، كمن يولد مشوها خلقيا بأصابع زائدة، أو أنف مفرطحة أو شفاء أرنبية، أو يكون له رأسانن أو ثلاثة أعين مثلاً، أو عين واحدة…
كما قد يمكن معرفة التشوه الخلقي للإنسان وهو جنين في بطن أمه بوسائل التشخيص الحديثة، التي ظهرت مع تقدم الطب في الآونة الأخيرة.
ومع الطفرة الهائلة التي يشهدها العالم الآن في العلوم الطبية، وفي مجال العلاج، أصبح علاج كثير من الأمراض المستعصية ممكناً، إذ قام الجراحون بفتح القلوب، وإجراء عمليات دقيقة في دماغ الإنسان، وقاموا باستبدال الكلي والقلوب، وغيرهما من الأعضاء البشرية، ودخلوا في مجال الهندسة الوراثية.
وأصبح الأطباء أكثر شجاعة من أقرانهم في الماضي فهم يجابهون كثيراً من المخاطر لاستخدام أساليب تقنية، وكثيراً من الأمراض التي كانت ميئوساً من شفائها في الماضي، أصبحت قابلة للعلاج اليوم.
وترتيباً علي ذلك: فقد استحدثت جرائم لم تكن موجودة فيما مضي فكثيراً ما يقوم الأطباء أو ذوي المرضي الميئوس من شفائها بالأقدام علي قتلهم بدافع الرحمة والشفقة بهم، أو لداوع اجتماعية أو اقتصادية، كعدم القدرة علي تحمل نفقات العلاج.
ويحدث ذلك بوسائل كثيرة منها: رفع أجهزة الإنعاش الصناعي عن المريض الميؤوس من شفائه، فبل التحقق شرعياً وطبياً من وفاته، بالوسائل المقررة.
ونظراً للحوادث الواقعة كل يوم، في هذا الخصوص، كان من أحد الفروض والواجبات، معرفة موقف الشرع الحكيم مما جد من مسائل أو نزل من نوازل حتي يظهر حكم الله في كل واقعة، ويكون الناس علي بصيرة من دين اله.
وإن أهم سبب دفعني لاختيار هذا الموضوع هو أنه بعد مطالعتي علي بعض الكتب الطبية المتعلقة بتخليق الجنين، وموت الدماغ، والإجهاض، لاحظت أن هذا الموضوع جدير بأن يبحث من الناحية الشرعية والقانونية لتعلقه بكثير من الأحكام الفقهية في الجنايات والحدود.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.