نبذة عن كتاب توماس جيفرسون وإعلان استقلال أمريكا
إن يوم الرابع من يوليو/ تموز من عام 1803م، يستحق مكانة أكبر من تلك التي يحصل عليها عادة في قائمة الأحداث الفاصلة أو التواريخ الحاسمة في تاريخ البشرية. ولكن هذا التاريخ لا يمثل يوم حدوث واقعة معينة، وإنما هو يوم استكملت فيه خطة دقيقة وبدئ في أخرى. وفي حين يميل مؤرخو العصر الحديث وما بعده إلى استخدام تعبيرات على غرار “ابتكار أمريكا” أو “تخيل أمريكا” فإنه من الأصدق أن نقول: إن توماس جيفرسون قد “صمم” أمريكا، أو أنه صاغها.
ومن الجلي، والحال هكذا، أن جيفرسون يضم في شخصه بعض التناقضات الحقيقة أو الظاهرية. وهذا ينطبق على جميع الناس، وعلى كل الأشياء، بل إنه سيكون من المدهش حقًا أن نجد شخصية تاريخية بارزة، أو بالأحرى أن نجد أمة، “لا” نطبق عليها هذا القانون. إن جيفرسون لم يجسد المتناقضات في شخصه، وإنما كان “هو” التناقض بعينه، وسيبدو هذا واضحًا جليًا في كل خطوة من تلك القصة التي تحكي أحداث حياته.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.