المصون في سر الهوى المكنون

نبذة عن كتاب المصون في سر الهوى المكنون

“من لم يعرف الهوي فقد جهل” هذا هو قول سلطان العارفين وكبير العاشقين ابن الفارض, فقد قالوا عن الحب انه اصل الهوى والعشق هو ما يتفرع من الهوى.. فكأن الخطوة الأولي لهذا العالم هو “الحب” بنظرة أولي للحبيب.
اما العشق فهو سماء يصعد إليها من تمكن منه الحب والهوي و ليس كل حبيب عاشق, وقد قالوا كثيراً في العشق والهوي والحب.. في اسبابه ومراتبه ومرادفاته و أحواله تكلم عن هذا القدماء والمحدثين, الشعراء والنثريين .
منذ خلق الله الانسان وهو يبجث عن الحب بين الكتب والأشجار وحبات الرمال ونسمات الهواء، ولكن كتابنا في هذا المقام فريد من نوعه بليغ في قوله دقيق في خبره، هذا الذي وضعه إبراهيم بن علي بن تميم الحصري القيرواني وهو المصون في سر الهوى المكنون، والذي كان مفقودا حتى أراد الله وأخرجه للنور الدكتور “النبوي عبد الواحد شعلان” فأتاح من جديد فرصة غالية للإطلاع على درة من درر التراث العربي، ففيه قد جمع المؤلف في حديثه عن الهوى مالذ وطاب من الشعر والحكمة والفلسفات، وفي كل أبواب الهوى كان لكل ذلك منه نصيب، فتقراً فيه من أحاديث شريفة وأقوال سلف وفلاسفة كأرسطو وأفلاطون وفيثاغورس، وجالينوس، وكذلك يبحر فيه مع أبي نواس والبحتري والجاحظ وأبو فراس الحمداني وكثير ممن لا يعلم ولا يحصى في هذا المقام، قد جاء كل منهم بأبيات وأقوال وجمعها المؤلف ورتبها، وكذلك ما أخرجه المؤلف من بطون الكتب وتراث البشر الذي لا ينتهي في هذا الموضوع وتلك المسألة، إنه خضم واسع من الأدب والبلاغة والمشاعر يخرج منه القارئ ليس أبداً كما دخله من قبل.