توازن القوى في جنوب آسيا


نبذة عن كتاب توازن القوى في جنوب آسيا

يبحث هذا الكتاب، وهو الأول، ي تأثير التجارب النووية في شبه القارة الهندية، وعلاقة ذلك بمنطقة الخليج العربي. وقد ذهب “مارفين جي فاينباوم” (Marvin G. Weinbaum) من معهد الشرق الأوسط ومقره في الولايات المتحدة الأمريكية إلى أن الهند وباكستان أصبحتا رهينتين لأفكار الدفاع الاستراتيجي والمصلحة القومية التي لم يطرأ عليها كثير من التجديد”، وبالتالي فإنهما تعانيان آثار القرارات غير المدروسة.
ويشك فاينباوم في قدرة كل من الهند وباكستان على الاحتفاظ بالحد الأدنى من الردع النووي الذي له مصداقية. وفي هذه الأثناء من المحتمل أن يضعف تأثير المحددات القومية للأمن القومي في نيودلهي، والتي يرى فيانباوم أنها في غاية الأهمية. ويدعو جاسجيت (Jasjit Sigh) سنج من معهد الدراسات والتحليلات الدفاعية القراء إلى النظر خارج حدود جنوب آسيا ليجدوا نظاماً معقداً “متعدد الأقطاب”، ومن المؤسف أنه ما زال للأسلحة النووية والسطوة النووية دور مهم في هذا النظام. ويركز سنج على مستقبل الصين “الذي يكتنفه الغموض من الناحية الإستراتيجية”. وتنظر الهند إلى تقارب الإدارة الأمريكية وبخاصة خلال عهد كلينتون مع بكين على أنه لافت للانتباه ويدعو إلى القلق في الوقت نفسه.
ويلتفت سنج إلى جنوب آسيا ليخلص إلى أن الحرب التقليدية والحروب النووية لا تعد أن خيارين عمليين بالنسبة إلى الزعماء الوطنيين. لكن يمنكن للتوازن بين القدرات النووية أن يؤدي إلى حرب شبه تقليدية مستمرة واشتباكات تتجاوز الحدود الوطنية. ويعزو “نجم رفيق” من معهد الدراسات الاستراتيجية في باكستان الصعوبات الحالية في منطقة جنوب آسيا إلى الحقبة الاستعمارية، غير أنه يؤكد في الوقت نفسه بأن مشكلات الأمن في هذه المنطقة في معظمها دالية، ويتطرق الباحث إلى الصلاة بين المخاوف الأمنية غير المحددة تماماً ومشكلات الصحة والجوع والفقر والمخدرات والإرهاب والعوامل الأخرى التي تسهم في نشر الكوارث في شبه القارة الهندية.
أما كريستيان كوخ (Christian roch) من مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية فيري أن التفجيرات النووية في جنوب آسيا تعد جزءاً من انحلال التفاهمات الدولية التي كانت سائدة أثناء الحرب الباردة. ويلاحظ كوخ أن الصين ستلقي بظلالها على النظام الناشئ، وهو لا يورد الهند ضمن مصادر المخاوف الأمنية الرئيسية الخمسة حسب تصور بكين. ومع ذلك فمن المرجح أن يسهم الخيار النووي العلني لنيودلهي في تعقيد “استراتيجية الصين المتمثلة في تطويق القوة والنفوذ الهنديين”. غير أن كوخ لا يتوقع تحولاً في استراتيجية بكين تجاه نيودلهي. وقد يكون من الصعب الحيولة دون تشكل دينامية نووية وصاروخية ثلاثية الأطراف تضم الصين والهند وباكستان. وينظر “ايريك آرنيت” (Eric Arnett) من معهد استوكهولم لبحوث السلام الدولي إلى جنوب آسيا من خلال دينامية قوة صاعدة (الهند) وقوة مكافحة في حالة هبوط (باكستان). ويؤكد آرنيت أن قدرة باكستان النووية لم تغير الحقيقة الأساسية المتمثلة في مكانتها المتدنية مقارنة “بالهند، بل وتراجعها بشكل متواصل، ويستمر تفوق الهند التقليدي عاملاً استراتيجياً مهيمناً في شبه القارة الهندية.
ويرى آرنيت بأن توازن القدرات النووية لم يبعد شبح الحرب، وهو يؤمن أيضاً بأن من مصلحة باكستان أن تتواصل إلى تسوية مؤقتة (Modus Vivendi) لقضية كشمير. وتستعرض الخاتمة منظور خليجياً بشأن التجارب النووية الهندية والباكستانية، فعلاوة على قضية القرب الجغرافي والعدد الكبير من التساؤلات وأعطت بعض الإجابات المحددة. لقد كانت الأمور بعيد التجارب النووية غامضة غير واضحة المعالم، لكن من المؤكد أن منظومة منع انتشار أسلحة الدمار الشامل قد ضعفت، وهذه المحصلة توحي بمخاطر مستقبلية على منطقة الخليج العربي”.كان للتجارب النووية التي أجرتها كل من الهند وباكستان في أيار/مايو 1998 انعكاسات بالغة، ليس فقط على جنوب آسيا، وإنما على منطقة الخليج العربي أيضاً. وقد أكدت هذه التجارب في الظاهر وجود القدرات النووية عند الدولتين، لكن الأثر الأعمق تمثل في رفع مستويات التوتر بين الهند وباكستان وتغير توازن القوى الاستراتيجي في جنوب آسيا والتأثير العكسي في أنظمة الحد من التسلح الدولي، مما يهدد الأمن القومي للدول الملتزمة بالفعل بعدم الانتشار النووي.
تشير الأحداث التي أدت إلى إجراء التجارب النووية وما تلاها إلى مثلث من العلاقات النووية، تتمثل أضلاعه في الصين والهند وباكستان، ويرجح أن تكون استراتيجية الصين في تقييد القوة والنفوذ الهنديين قد تعقدت بفعل الوضع النووي المعلن لنيودلهي. كما أن القدرات النووية لباكستان لم تغير الحقيقة الأساسية لتفوق الهند في القدرات العسكرية التقليدية، والذي قد يظل هو العامل الاستراتيجي المسيطر على شبه القارة الهندية. وهناك رأي بأن مخاطر الحرب قد زادت ولم تقلّ بسبب الردع النووي المتبادل، وأن الوضع النووي المعلن لكل من الهند وباكستان قد زاد بالتأكيد من احتمالات الصراع في شبه القارة الهندية في المستقبل.
يتألف هذا الكتاب من مجموعة من الأوراق البحثية تتناول الأسباب التي تكمن وراء التجارب النووية ودلالاتها الأوسع على جنوب آسيا، كما يقدم منظوراً خليجياً لهذه التطورات. وبالإضافة إلى أهمية قضية القرب الجغرافي والأعداد الكبيرة من العاملين في دول الخليج العربية من جنوب آسيا، فإن أحد المخاوف الكبرى هو أن تنتشر أسلحة الدمار الشامل في دول أخرى من الشرق الأوسط. وفي هذا السياق يصبح من الضروري بحث سبل جعل المنطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل.

Description

بيانات كتاب توازن القوى في جنوب آسيا

العنوان

توازن القوى في جنوب آسيا

المؤلف

مجموعة مؤلفين

الناشر

مركز الإمارات للدراسات والبحوث

تاريخ النشر

01/01/2001

اللغة

عربي

الحجم

21×14

عدد الصفحات

176

الطبعة

1

المجلدات

1

النوع

ورقي غلاف عادي

المراجعات

المراجعات

لا توجد مراجعات بعد.

كن أول من يراجع “توازن القوى في جنوب آسيا”

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *