القيادة والإدارة في عصر المعلومات

نبذة عن كتاب القيادة والإدارة في عصر المعلومات

يشهد العالم في مستهل الألفية الثالثة تحولاً جذرياً يعود إلى مجموعة من المؤثرات الكلية والجزئية، ويتجسد هذا التحول في توجه العولمة الذي يعيد صياغة الاقتصاد العالمي ويغير مسار التجارة العالمية، وفي الإنجازات الهائلة التي تحققت في مجال الهندسة الوراثية وما تمحض عنها من تطورات مذهلة في حقلي التقنية الحيوية والطب، ثم الثورة الكمية وما أفرزته من إنجازات تقنية فتحت الباب على مصراعيه أمام طوفان غامر من المعلومات، كما كشفت لنا عن آفاق جديدة في مجال الاتصالات الفائقة السرعة.
وقد أخذت المعلومات والاتصالات تغيّران معاً مفهوم القيادة والإدارة، وتعملان على تحويل الاهتمام والتركيز من مجالات القيادة والتوجه والسيطرة والإشراف إلى رحاب التنسيق والابتكار والتسهيل والدعم، وفوق ذلك كله الإلهام. وفي هذا السياق إلى رحاب التنسيق والابتكار والتسهيل والدعم، وفوق ذلك كله الإلهام. وفي هذا السياق يقول روان جبسون (Rawan Gibson) في كتاب إعادة التفكير في المستقبل (Rethinking the Future) “والأهم من كل شي أن القادة سوف يملكون الرؤية والرغبة والطموح المثير. وبمجرد أن يصبح كل فرد في المؤسسة شريكاً في تبني مثل هذا الطموح فإن ذلك سيطلق طاقة بشرية هائلة”. وإدراكاً للدور الحاسم للقيادة والإدارة والقيمة التي لا تقدر بثمن للرصيد الإنساني والفكري المتمثل في هذين العنصرين عقد مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية مؤتمره السنوي السادس بعنوان “القيادة والإدارة في عصر المعلومات” خلال الفترة 5-7 تشرين الثاني/نوفمبر 2000 في أبو ظبي. وجمع المؤتمر نخبة من الخبراء المرموقين من بينهم حملة جائزة نوبل وأكاديميون متخصصون وممارسون على المستوى الميداني ورواد في هذا المجال؟ وذلك لعرض عصارة أفكارهم وتجاربهم الشخصية حول الجوانب المختلفة لموضوع المؤتمر.
وقد تناول المؤتمرون قضايا مهمة، أهمها دور القيادة في بناء الأمم، وسمات القيادة الناجحة ومتطلباتها، ومقتضيات الدفاع والأمن القومي في المشهد العالمي الجديد، والمناهج الجديدة في إدارة الاقتصاد القومي، ومعالجة التغيير بأساليب فاعلة في القطاعين العام والخاص، والمفاهيم المتغيرة في مجال تطوير الموارد البشرية، والمخاوف المتصلة بتوجهات أبحاث الهندسة الوراثية وتنظيمها. اجتمعت الموضوعات التي طرحت في المؤتمر في هذا الكتاب والتي ناقشت جوانب مهمة من مجالات الإدارة والقيادة وتعرض أفكاراً وتطبيقات عملية ذات أهمية خاصة للقادة وصانعي القرارات وواضعي السياسات العامة والمديرين التنفيذين، سواء في مجال الحكم أو الإدارة العامة أو في عالم الأعمال.