نبذة عن كتاب البيئة الطبيعية في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والاستراتيجية المطلوبة
تواجه دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية ظروفاً بيئية قاسية تتمثل في شح المياه وجفاف المناخ وامتداد الصحارى القاحلة وجدب البيئة وفقر التربة وقلة النبات الطبيعي، وعلى الرغم من تلك الظروف البيئية القاسية فقد كان أبناء المنطقة قبل اكتشاف النفط يواجهون هذه المؤثرات القاسية بالصبر والتحمل والعمل المتواصل ليل نهار من أجل توفير القوت اللازم لهم.
أما بعد اكتشاف النفط فأخذت الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية تتغير بشكل كبير، وأخذت التنمية الاقتصادية والاجتماعية والخدمية تخطو خطوات سريعة جداً، وتوافرت رؤوس الأموال، فتمكن أبناء منطقة الخليج العربي من التغلب على معظم صعوبات البيئة الطبيعية في الوقت الحاضر. تنطلق هذه الدراسة التي بين أيدينا من فرض أن التأثير القاسي للبيئة الطبيعية في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية لن يتغير إيجابياً، فالمناخ هو نفسه والتربة والنبات الطبيعي ستزداد قساوتهما أكثر بسبب الزحف الصحراوي، ومصادر المياه الرئيسية (المياه الجوفية) سوف تتعرض للنفاذ أو الشح الكبير في المستقبل نتيجة للاستخدام المستمر، كما أن النفط مرشح هو الآخر للنضوب في المستقبل أما هدفها فهو التأكيد على أن تزامن شح المياه الجوفية المخزونة مع نضوب النفط الذي هو عصب الحياة في المنطقة في المستقبل يجب ألا يغيب عن تفكير صناع القرار في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، ويجب أن يراعي في خطط التنمية كلها لضمان مستقبل زاهر للمنطقة. كما وتهدف إلى وضع جملة مقترحات ربما تساهم في مواجهة قساوة الظروف الطبيعية في المستقبل وخصوصاً شح المياه، وإلى تسليط الضوء على بعض التطورات الحضارية التي شهدتها دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في العقود الأخيرة.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.