أحلام القطب المتجمد الشمالي


نبذة عن كتاب أحلام القطب المتجمد الشمالي

لقد وصف ماكس دنبر، أحد رواد علم البحار الشمالية، المحيط المتجمد الشمالي بمسحة من الكآبة، فقد أوضح أنه نظراً لضآلة البحوث في مجال الهزات الأرضية، ومغناطيسية قاع ذلك المحيط، ونظراً كذلك لقلة العينات المأخوذة من ذلك القاع؛ فإن تطور حوض المحيط المتجمد الشمالي لا يزال لغزاً. ونظراً لأن الكثير من مياهه مغطى بالثلوج فإنه لا يزال اقل المحيطات فهماً بالنسبة للإنسان، ويضاف إلى ذلك أن تكل المياه عقيمة بالمقارنة بمياه البحار المجاورة للمنطقة الشمالية القصوى. ولا تعود ضآلة إنتاجية تلك المياه إلى البرودة الشديدة، ولا إلى الافتقار للضوء بقدر ما تعود إلى الثبات الرأسي للحياة. فبدون ارتفاع الأملاح غير المعدنية (الفوسفات والنترات والسليكات) من القاع، لا يمكن أن يكون هناك حياة ثرية في الطبقات العلية، التي تتعرض لضوء الشمس.
وفي اعتقاد دنبر أن الافتقار إلى أنواع متوطنة، وضآلة أنواع الغطاء النباتي والحيواني، علاقات على أن ذلك المحيط لا يزال في مرحلة الشباب، وأنه محيط عقيم أيضاً. ويقسم علماء البحار المحيط المتجمد الشمالي إلى خمس مناطق، وفقاً لأنواع الحياة القليلة نسبياً في كل منها. ففي أقصى الشمال هناك منطقة الهاوية. التي تغطيها الثلوج دوماً، وهي المنطقة التي لا يتوفر عنها معلومات كافية. وبين تلك المنطقة والسواحل تقع منطقة عالية ضحلة ذات ثلوج منحدرة وتتمتع بفترات من الشمس الساطعة خلال فصل الصيف، وتصاعد الأملاح بقدر معقول. وعلى طول السواحل الأمريكية الشمالية والأدراسية توجد منطقة مياه شبه مالحة، وهذه منطقة درجات حرارة متقلبة وملوحة متغيرة، بسبب ما تصبه أنهار المياه العذبة الآتية من الحواف الشمالية للقارتين، علماً بأن المزيد من المياه الناجحمة عو ذوبان الثلوج خلال فصل الربيع يتدفق من بحر لينا إلى بحر لابتيف.
ويلاحظ أن أغلب المحيط المتجمد السمالي يخلو من برك المد والجزر، ومن ثم من تلك الحياة الثرة التي تترتب على وجود الحشائش والأعشاب الحيوية والقشريات، وذلك لأن الثلوج تنظف قاع البحر بالقرب من الشاطئ كل عام. ومع ذلك فإن بعض المناطق تتسم بتجمعات صغيرة للمخلوقات المد جزرية. وهذه تشكل نطاقاً رابعاً هو المنطقة الحيوانية الساحلية. أما المنطقة الخامسة فهي تلك التي تمتد من المياه الساحلية شبه المالحة والمنطقة الضحلة العليا، وهذه المنطقة الخامسة يسميها علماء البحار السوفييت (وهم أكثر العلماء خبرة في شؤون المحيط المتجمد الشمالي) المنطقة الضحلة السفلية (وهي أساساً عبارة عن رف عريض، هو الرف القاري شمال روسيا وهو أطول رف بحري في العالم). ويبقى عدم الارتياح للملاحة من تلك المناطق ملازماً للبحارة جميعاً، وذلك نظراً لما يشاهده هؤلاء البحارة من مشاهد مفزعة، ونظراً لما تعرض له من سبقهم من خسائر في الأرواح. إلا أنه وبفضل دقة التقارير للأحوال العامة في المنطقة القطبية الشمالية، التي تتم بواسطة تقنيات معاصرة، أضحى بالإمكان تجنب الأخطار التي يلاقيها البحارة في تلك المناطق، ومع ذلك فإنه من النادر أن تجد ملاحاً يجوب البحار الشمالية، ويتجاهل التاريخ الطويل لحركة الإنسان في مياهها، أو لا يتذكر القصص التي تناقلتها الأجيال، والقلة التي تتجاهلها هي التي تعتقد أن الآلات قادرة على دحر التضاريس الوعرة التي يعتبرونها مجرد إزعاج. وبالمثل فإن المحيط المتجمد ذاته لا يزال يمثل تنيناً خطراً، حتى عندما يكون ساكناً تماماً في فصل الشتاء.
ومن خلال صفحات هذا الكتاب يروي باري لوبيز تفاصيل رحلته التي اخترق فيها هذا التنين. رحلة مثيرة وخطرة، يتمتع القارئ بمتابعة تفاصيلها بشغف، وكأنه يعيش حلماً، تتابع فيه الأحداث المشوقة، والمناظر التي يرسمها الرحالة عن بانوراما الطبيعة في تلك المناطق، كاشفاً عن أسرار ذلك القطب المتجمد الشمالي.

Description

بيانات كتاب أحلام القطب المتجمد الشمالي

العنوان

أحلام القطب المتجمد الشمالي

المؤلف

باري لوبيز

الترجمة , التحقيق

سامي الشاهد

الناشر

المجمع الثقافي

تاريخ النشر

01/01/2000

اللغة

عربي

الحجم

24×17

عدد الصفحات

456

الطبعة

1

المجلدات

1

النوع

ورقي غلاف عادي

يحتوي على

رسوم بيانية

المراجعات

المراجعات

لا توجد مراجعات بعد.

كن أول من يراجع “أحلام القطب المتجمد الشمالي”

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *