الإعاقة في الأدب العربي


غلاف كتاب الإعاقة في الأدب العربي

نبذة عن كتاب الإعاقة في الأدب العربي

إن قيمة هذا البحث تكمن في الرد على المنقولات النقدية التي كثيراً ما تتجنى على الأدب العربي، فمنقولة أن الأدب العربي أدب وصفي يصف الظاهرة من خارجها فلا يتعمقها، يكاد ينقضها هذا البحث نقضا تاما، من خلال تلك النماذج الرائعة التي قدمت في هذا البحث، والتي تتحدث عن شدة المعاناة في طرفيها النفسي والجسدي، كما أثبت هذا البحث قدرة الأدب العربي على تخطي الظواهر العامة، والعبور إلى أدق الجوانب في النفس والإنسانية، فتلك المشاعر التي سطرها الشعراء والأدباء نحو الذات والمجتمع والحياة تؤكد هذا العبور وترسم ملامحه.
أما كون هذا الأدب لم يتوقف عند غرض معين أو طبقة مخصصة، كما يشاع عنه، بأنه شعر الناقة والجمل، أو شعر المديح والحكام، فإن هذا البحث في عمقه واتساعه، يظهر توجه الأدب العربي إلى فئات المجتمع المختلفة، فهذه الفئة التي ابتليت بالمحنة ظهرت ظهوراً واضحاً من خلال ما قالوا، وقيل فيهم، ومن خلال هذا التسلسل التأليفي الذي بدأ مبكراً مع ابن الهيثم، ثم الجاحظ ومن تبعهما بعد ذلك. وإذا أضفنا إلى هذه النتائج ما مثله البحث من شمولية حيث بدأ الحديث عن موقف الإسلام من هذه الفئة، ثم التأليف فيهم، والحديث عن الربط بين الإعاقة والنبوغ، والبحث فيها من حيث اللغة، والمثل، ثم في تلك الطرائف التي تبادلها المعوقون ذد بعضهم بعضاً، أو ضد الأسوياء، أو ما كان يرشقهم بها الأصحاء، هذه الطرائق مثلت جانباً من حياتهم ورؤيتهم وتصورهم، مما جعل لهذه الطرائف أهمية أدبية وعلاجية واجتماعية. وإذا كانت هذه القضايا قد ناقشت جوانب متعددة في الإعاقة، وألقت الأضواء عليها من مختلف المناحي والزوايا، فإن العبور إلى نفوس المعوقين والتعرف على آمالهم وآلامهم، وتصورهم ورؤاهم ما كان ليتم إلا بالتعرف على أفكارهم وآرائهم من خلال نتاجهم الأدبي.
من هنا فقد كانت الموضوعات الشعرية هي البوابة العريضة التي أفسحت المجال أمام المؤلف “عبد الرزاق حسين” للدخول إلى ذواتهم، وتستقصى أحوالهم، واستقراء مشاعرهم… وذلك من خلال تقسيمه الدراسة إلى مقدمة وثلاثة أقسام. في المقدمة قام باستعراض أهمية هذا البحث وفكرته ومكانته، وما اشتمل عليه، وخصص القسم الأول لمجموعة قضايا هامة، كان على رأسها الإسلام، والمعوقون، أما القضية الثانية فكانت عن “التأليف في المعوقين” في القديم، وتحدث في القضية الثالثة عن “الإعاقة والنبوغ” فعرض لنظريات علم النفس في التفوق والنبوغ.
وفي القضية الرابعة ناقش موضوع الإعاقة لغوياً من خلال معاجم اللغة، وعرج في القضية الخامسة علة “الإعاقة في الأمثال “فأظهر صور المعوقين الجسدية والنفسية ورؤيتها لنفسها ورؤية المجتمع لها. أما في القضية السادسة فعبر من جانب الجدال الهزل حيث عبراته الطرائف الأدبية عن كونها علاجاً نفسياً يعين على التعامل وتخطي الحواجز والصعاب.
أما القسم الثاني فخصصه لدراسة الموضوعات الشعرية وخصائصها، وقصد هنا تلك الموضوعات والأغراض المعينة فقط بالإعاقة، وبعد عرضه لنماذج هذه الأغراض، استخلص بعض الخصائص والسمات التي ميزت هذا الشعر كتراسل الحواس، والتعويض، وتحسين القبيح، وحسن التعليل والتصوير. أما القسم الثالث والأخير الذي رسم “بنماذج فذة” فقد راح فيه يبحث عن هذه النماذج الرفيعة التي استطاعت أن تقدم أدباً سامياً في الماضي والحاضر، هذا ولم يتوقف عند فئة من المعوقين، وإنما تنوعت هذه النماذج فمثلت: العميان والعرجان والصم والمقعدين ومن تعددت قيهم العاهات، وانتظمت في سنة وعشرين نموذجاً، تمثلت في ثمان وعشرين شخصية قديمة ومحدثة، راعى فيها الترتيب التاريخي.يستطيع القارئ أن يلحظ بسهولة أن مكتبتنا العربية تفتقر إلى كتاب أدبي متخصص في الإعاقة خلا بعض البحوث والدراسات المتفرقة هنا وهناك ولم يسبق أن قام مؤلف بتخصيص بحث شامل في أدب الإعاقة. ولعل الكتاب الذي بين أيدينا هو الأول من نوعه في هذا المجال وهو لا يدعي القدرة على سد هذه الثغرة إلا أنه كاف-برأينا-لتوجيه النظار إلى مكانة هذا الأدب وإظهار أن الإعاقة لم تحل بين أصحابها وسدة الريادة والرئاسة ولم يكن حاجزاً يعيقهم عن المشاركة الجادة في بناء مجتمعاتهم.. وعلى العكس من ذلك كانت حافزاً ودافعاً لاستنهاض الهمم وتجميع القوى لبلوغ أنبل الغايات وأسمى المقاصد.

Description

بيانات كتاب الإعاقة في الأدب العربي

العنوان

الإعاقة في الأدب العربي

المؤلف

عبد الرزاق حسين

الناشر

منشورات مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية

تاريخ النشر

01/01/1992

اللغة

عربي

الحجم

24×17

عدد الصفحات

320

الطبعة

1

المجلدات

1

النوع

ورقي غلاف عادي

المراجعات

المراجعات

لا توجد مراجعات بعد.

كن أول من يراجع “الإعاقة في الأدب العربي”

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *