التحولات الراهنة ودورها المحتمل في إحداث التغيير في العالم العربي

نبذة عن كتاب التحولات الراهنة ودورها المحتمل في إحداث التغيير في العالم العربي

إن التغيير والإصلاح الحقيقي في المجتمعات العربية قضية حيوية ترتبط بمصائر هذه المجتمعات ومصالحا الاستراتيجية، لذا لا مناص للدول العربية من أن تعيد بناء أنظمتها السياسية والاجتماعية، باتجاه توسيع المشاركة الشعبية في الحكم وصنع القرار، وتكريس قيم الشفافية والمساءلة في الأداء العام، وسيادة حكم القانون، واحترام الحريات الأساسية وحقوق الإنسان، وتوسيع خيارات الناس في العيش الكريم.
واستشعاراً لأهمية التغيرات المختلفة التي يمر فيها العالم العربي في المرحلة الراهنة وخطورة اللحظة التاريخية التي تشهدها المنطقة في تطورها السياسي والاجتماعي فقد خصص مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية مؤتمره السنوي الحادي عشر، الذي عقده في أبو ظبي خلال الفترة 12-14 آذار/مارس 2006، لتناول موضوع “التحولات الراهنة ودورها المحتمل في إحداث التغيير في العالم العربي”.
وتناول الكتاب، الذي يضم بين دفتيه الدراسات والأوراق التي قدمت في جلسات المؤتمر، التطورات السياسية الجارية في العالم العربي، انعكاساتها على قضية التغيير والإصلاح. وحاول الكتاب أن يستقصي تأثير بروز الزعامات الجديدة في التحديث السياسي والاجتماعي في عدد من الدول العربية، وأن يدرس معضلات التغيير ودينامياته، ومعوقات نشر الديمقراطية في المنطقة العربية، كما أنه سلط الضوء على تجربة العراق بهذا الخصوص.
وتطرق الكتاب أيضاً إلى دور المؤسسات في البنية السياسية العربية، وتأثير المنظمات غير الحكومية في تعزيز عملية التغيير والتنمية، هذا فضلاً عن دور قوى الإسلام السياسي في التحول السياسي، كما بحث المؤتمر التجربة التركية في المواءمة بين الحداثة والديمقراطية وبين الإسلام.
وفي ضوء تسارع النمو الاقتصادي في مناطق عدة من العالم العربي، فقد سعى الكتاب أيضاً لاستشراف العلاقة التي تربط بين الإصلاح والنمو الاقتصاديين والتحول السياسي. وخصص فيه محور للبحث في موضوعات حيوية تتصل، على نحو وثيق، بقضية التطوير والتنمية في العالم العربي، إذ تم التركيز على دور التعليم كأساس للتغيير، وأهمية توسيع نطاقه وربطه باحتياجات التنمية العربية، وتم التطرق أيضاً إلى مشكلة نزف العقول العربية وانعكاسات هذه المشكلة على التنمية في الدول العربية، بالإضافة إلى مناقشة العقبات التي تحول دون تفعيل دور المرأة العربية في التنمية.