نبذة عن كتاب المجتمع الإسلامي والغرب – دراسة حول تأثير الحضارة الغربية في الثقافة الإسلامية بالشرق الادنى في القرن الثامن عشر للميلاد
تعرّض التاريخ العُثماني للإهمال بوجه عام حتى النّصف الأول من القرن العشرين، فقد تأثر الكتّاب الاوروبيون بإتجاهات معاصريهم من الدّولة العُثمانية التي ظلّت تشكّل بالنسبة إلى أوروبا لمدّة سنة قرون مشكلة كبرى: فهي في بادئ الأمر كانت تمثل ردّ الفعل الإسلامي ضد الخطر الصّليبي، ثم ما لبثت أن اعترضت المشروعات الإستعمارية الأوروبيّة، وحين ضعفت أثارت ما عُرف في المصطلح السّياسي بإسم “المسألة الشّرقية”، التي شغلت أذهان الأوروبيين، ولم يُسدل عليها السّتار إلا بإنهيار الإمبراطورية العُثمانية.
بيد أنّ الإهتمام بالوثائق العُثمانية ودراستها قد عدّلا النّظرة إلى التّاريخ العُثماني خلال العقود الأخيرة، وأضحى التّاريخ العُثماني المحور المفضَّل لأقسام الدّراسات الشّرقية في جامعات أوروبا وأميركا، وأصبح بالإمكان وضعه في مكانته الصّحيحة في إطار التّاريخ العالمي: إذ أنّ الدّولة العُثمانية قد ظهرت في ثنايا ردّ الفعل الإسلامي إزاء أوروبا الآخذة في التّوسّع في شرقي البحر المتوسط بالقرنين الرّابع عشر والخامس عشر، وهي تثمل أقوى وأنجح مقاومة لأوروبا من جانب المشرق، كما أنها لعبت دورها في تكوين ما نطلق عليه اسم أوروبا الحديثة، وفي إعادة تشكيل مجتمعات جنوب شرقي أوروبا والشّرق الأوسط وشمال أفريقيا.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.