نبذة عن كتاب من لا يكره بغداد
“من لا يكره بغداد” عنوان خادع يكثف ملمحاً عميقاً من ملامح الشخصية العراقية، وهو أن الإنسان العراقي عموماً، لا “أحمد المهنا” وحده، شخص كاره وعاشق لبلده في آن معاً، وإن هذا الهوى المتعارض يملي نفسه على ضحاياه.
في هذا الكتاب (مقالات) للكاتب أحمد المهنا تغطي المشهد العراقي على مدى أكثر من قرن، يعيد الكاتب من خلالها النظر في ما كان يشغله من القضايا والمسائل، أو يفكر به من الأدوات المعرفية، في بناء وطنه وكل ما يسهم في التعايش السلمي بين الأديان والطوائف والأفكار المختلفة في المجتمع الواحد.
قدم للكتاب بكلمة الأستاذ عامر بدر حسون تحدث فيها عن فكر صديقه المهنا وعلاقته به على مدى سنوات حكم البعث في العراق، حيث كان للصديقان تجربة طريفة ومؤلمة في آن، حيث تم إعتقالهما في العام 1969م بتهمة تأسيس عصابة لخطف الأطفال بعد أن رقضا الإنتماء لحزب البعث.
كما تحدث عن تجربة المنفى لجيل من المثقفين المنفيين، “أعتقد أن أفضل ما قدموه، وما سيقدمونه، هو ذلك التنوع الكبير فيهم حتى ليحسبهم الجاهل خصوماً” أما أحمد المهنا فيعتبر في إحدى مقالاته “إن صحة التحول من حكم سيء، أو وضع سيء إلى آخر مرتبطة بإنهاء شعور المواطنين بالظلم، وليس التغني بما أصابهم من ظلم…”.
مقالات أحمد المهنا هي طريقة من التفكير بصورة غير مسبوقة ولا متوقعة، تقلب العلاقة بين الممكن والممتنع والثنائيات الخانقة والقوالب المستهلكة، للإتيان بما هو مبتكر ويلائم اللحظة الزمنية المعاشة.
كتبت المقالات في أوقات مختلفة بين الأعوام (2012- 2013) في محاولة لإنبعاث صوت جديد يحرر الفكر ويصوب الممارسة” وإذا ما رأى القارئ بعضاً من التناقض، أو ما يعتقده تناقضاً، فهو من وحي وطبيعة حركة الفكر، التي على هدوئها وعزلتها النسبية، هي حركة صاخبة تصنع الحياة الجديدة، الحياة التي يحلم بها الإنسان العربي، وما يزال ينتظر…
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.